كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 6)

• وقد رويت قصة الناصية من طريق: أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي: ثنا أيوب بن ثابت، عن صفية بنت بحرة: أن أبا محذورة كانت له قصة في مقدم رأسه، إذا قعد أرسلها فتبلغ الأرض، فقالوا له: ألا تحلقها؟ فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح عليها بيده، فلم أكن لأحلقها حتى أموت، فلم يحلقها حتى مات.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ١٧٧)، والحاكم (٣/ ٥١٤)، والفاكهي في أخبار مكة (٢/ ١٤٠/ ١٣١٢)، والطبراني في الكبير (٧/ ١٧٦/ ٦٧٤٦)، وأبو أحمد العسكري في تصحيفات المحدثين (١/ ١٠٧)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٤١١/ ٣٥٦٥)، والمزي في التهذيب (٣٤/ ٢٥٨).
وإسناده ليس بذاك؛ أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي: صدوق، سيئ الحفظ، وكان يصحف، وأيوب بن ثابت المكي: قال أبو حاتم: "لا يحمد حديثه"، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (١/ ٢٠١)، التقريب (٩١) وقال: "ليِّن الحديث"]، وصفية بنت بحرة: قال الإمام أحمد: "إنما هي صفية بنت أبي تجرأة، وقد رأت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذكرها ابن حبان في ثقات التابعين (٤/ ٣٨٦)، وانظر: تصحيفات المحدثين. إكمال ابن ماكولا (١/ ١٩١).
ولها إسناد آخر:
يرويه ابن سعد في الطبقات (٤/ ٥٣٢ - متمم) قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: حدثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة، قال: أخبرني جدي، قال: قال أبو محذورة: مسح النبي - صلى الله عليه وسلم - على ناصيتي حتى بلغ صدري، وقال: "اللهم بارك فيه"، قال إبراهيم: فأخبرني جدي، قال: ما حلق أبو محذورة ناصيةً حتى مات، وقال: لا أحلق شيئًا مسه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: إسناده ضعيف، لضعف إبراهيم [انظر: التهذيب (١/ ٧٥)، سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (١٤٢)، علل ابن أبي حاتم (٣٠٨)، مشاهير علماء الأمصار (١١٣١)].
• وأولى منه: ما رواه الطبراني في الكبير (٧/ ١٧٧/ ٦٧٤٧) بإسناد صحيح إلى: محمد بن عمرو بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز، قال: سمعت أبي يحدث عن عبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز، عن أبيه، قال: رأيت أبا محذورة وله شعر، فقلت له: ألا تأخذ شعرك؟ فقال: ما كنت لأخف شعرًا مسح [أَمَرَّ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده عليه.
لكنه إسناد مجهول؛ محمد وأبوه عمرو: لم أر من ترجم لهما، وجده عبد الرحمن: ذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٧٨)، وقال في المشاهير (١٤٣٣): "من ثقات أهل الشام ومتقنيهم، وكان شيخًا صالحًا" ولعله وهم وعنى بذلك أباه، ولم يذكر فيه البخاري ولا ابن أبي حاتم جرحًا ولا تعديلًا [التاريخ الكبير (٥/ ٣١٤)، الجرح والتعديل (٥/ ٢٥٢)].
فلا تصح عندي هذه القصة، والله أعلم.
• والحاصل: أن هذا الحديث صححه ابن خزيمة، واحتج به أبو داود والنسائي،

الصفحة 7