كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 6)

وقال الحازمي: "هذا حديث حسن، على شرط أبي داود، والترمذي، والنسائي".
لكن قال ابن دقيق العيد في الإمام: "وهو معلول بجهالة حال ابن السائب وأبيه وأم عبد الملك" [نصب الراية (١/ ٢٥٨)].
قلت: هو إسناد متصل، سمع بعضهم من بعض، إلا أن في الإسناد من يُجهل حاله، أم عبد الملك زوج أبي محذورة، وهي أم ولد، قاله ابن سعد، لم يرو عنها سوى عثمان بن السائب، وقال ابن القطان بأنها غير معروفة [الطبقات الكبرى (٤/ ٥٣٠ - متمم)، بيان الوهم (٤/ ١٤٨/ ١٥٩١)، التهذيب (٤/ ٧٠٣)، الميزان (٤/ ٦١٥) وقال: "تفرد عنها عثمان بن السائب"].
وقُرن بها في الإسناد: السائب والد عثمان، الجمحي، المكي، مولى أبي محذورة: تفرد عنه ابنه عثمان، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان: "غير معروف"، وقال الذهبي: "لا يعرف" [الثقات (٤/ ٣٢٨)، بيان الوهم (٤/ ١٤٨/ ١٥٩١)، التهذيب (١/ ٦٨٣)، الميزان (٢/ ١١٤)].
وعثمان بن السائب الجمحي، المكي، مولى أبي محذورة: تفرد عنه ابن جريج، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان: "والسائب، وابنه، وأم عبد الملك بن أبي محذورة: كلهم غير معروف" [التاريخ الكبير (٦/ ٢٢٥)، الجرح والتعديل (٦/ ١٥٣)، الثقات (٧/ ١٩٦)، بيان الوهم (٤/ ١٤٨/ ١٥٩١)، التهذيب (٣/ ٦١)، ذيل الميزان (٥٦٣)، اللسان (٥/ ٣٩١)].
• والذي يظهر لي -والله أعلم- أن الجهالة في هذا الموضع محتملة، من جهة كونهم موالي أبي محذورة، وزوجه، وأهل بيت الرجل أعلم بمناقبه وخصائصه، حيث تتوفر دواعيهم وهممهم لنقل ذلك الشرف؛ لاتصاله بهم، وتشرفهم بذكره، ثم إن أبا محذورة يؤذن به على رؤوسهم كل يوم خمس مرات، ونقَلَه عنهم عالم وإمام أهل مكة في زمانه، ممن انتهت إليه الرياسة والإمامة في العلم في مكة، كل ذلك مما يجعل النفس تطمئن إلى قبول روايتهم، لا سيما مع المتابعة عليها، وتصحيح ابن خزيمة، واحتجاج أبي داود والنسائي بها، والله أعلم.
***
٥٠٢ - . . . همام: ثنا عامر الأحول: حدثني مكحول، أن ابن محيريز حدثه، أن أبا محذورة حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علَّمه الأذانَ تسعَ عشرةَ كلمةً، والإقامةَ سبعَ عشرةَ كلمةً.
الأذان: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أشهد أن

الصفحة 8