كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 7)

وإذا ركع فاركعوا، ولا تركعوا حتى يركع، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد" قال مسلم: "ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، ولا تسجدوا حتى يسجدَ، وإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قعودًا أجمعون".
قال أبو داود: "اللهم ربنا لك الحمد": أفهمني بعض أصحابنا عن سليمان.
• حديث حسن.
أخرجه من طرقٍ عن وهيب به:
أحمد (٢/ ٣٤١)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٢٣٨ و ٤٠٤)، وفي المشكل (١٤/ ٣١١/ ٥٦٤١)، والطبراني في الأوسط (٦/ ١١٦/ ٥٩٧١)، والبيهقي (٣/ ٩٣).
هكذا رواه عن وهيب بن خالد: سليمان بن حرب، ومسلم بن إبراهيم، وعفان بن مسلم [وهم ثقات أثبات]، والخصيب بن ناصح [صدوق يخطئ]، وأيوب بن يونس الصفار [روي عنه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل (٢/ ٢٦٢)، الثقات (٨/ ١٢٧)، فتح الباب (٤٥٣)، تاريخ الإسلام (١٧/ ١٠٧)].
تنبيه: زاد أيوب بن يونس، عن وهيب، عند الطبراني: "وإذا رفع رأسه فارفعوا، ولا ترفعوا حتى يرفع"، فهي زيادة شاذة، والله أعلم.
• وأخرجه من طريق ابن عجلان، عن مصعب بن محمد بن شرحبيل [مقرونًا بزيد بن أسلم والقعقاع بن حكيم] به:
البخاري في الكنى (٣٨)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٤٩١).
ومصعب بن محمد بن عبد الرحمن بن شرحبيل العبدري المكي: لا بأس به، وبقية رجاله ثقات، فالإسناد حسن.
قال ابن حجر في الفتح (٢/ ١٧٩): "زاد أبو داود من رواية: مصعب بن محمد، عن أبي صالح: "ولا تركعوا حتى يركع، ولا تسجدوا حتى يسجد"، وهي زيادة حسنة، تنفي احتمال إرادة المقارنة من قوله: "إذا كبر فكبروا"".
قلت: لم ينفرد مصعب بن محمد بهذه الزيادات عن أبي صالح: "ولا تكبروا حتى يكبر"، "ولا تركعوا حتى يركع"، "ولا تسجدوا حتى يسجد"، بل توبع على أصلها ومعناها، بالنهي عن مبادرة الإمام بالركوع والسجود، وبعدم الاختلاف عليه، وبعدم الرفع قبله، أو السجود قبله:
• فقد رواه عن أبي صالح:
١ - الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا، يقول: "لا تبادروا الإمام [بالركوع والسجود]، وإذا كبر فكبروا، وإذا قال: فقولوا: آمين، [فإنه إذا وافق كلامُه كلامَ الملائكة غفر له]، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد".

الصفحة 12