كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 7)

ورواه بدل بن المحبر [وهو: ثقة ثبت]، عن شعبة به، فلم يذكر هذه الجملة الأخيرة في الحديث: فصلى أبو بكر، وصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - خلفه قاعدًا.
أخرجه البخاري (٣٣٨٤)، وأبو محمد الفاكهي في فوائده عن ابن أبي مسرة (٢٧)، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (٣٥٦١).
وهكذا رواه بدون هذه الجملة أيضًا: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه به.
أخرجه أحمد (٦/ ٢٧٠)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (١١٨٦).
قلت: ورواية بدل بن المحبر عن شعبة، ورواية إبراهيم عن أبيه سعد، أولى عندي بالصواب من رواية شبابة عن شعبة، وشبابة بن سوار -وإن كان ثقة- فقد أُنكرت عليه أحاديث، وتكلم فيه أحمد وأبو حاتم [كما سيأتي بيانه عند طريق: شقيق، عن مسروق، عن عائشة]، وكذلك فإن الرجل أعلم بحديث أبيه من الغرباء، ورواية الذي لم يختلف عليه أولى، وبهذا فلا تختلف رواية سعد بن إبراهيم مع رواية هشام بن عروة، وتكون رواية شبابة عن شعبة شاذة بهذه الزيادة، والله أعلم.
وانظر في الأوهام والمناكير: تاريخ بغداد (٩/ ١٨٧)، تاريخ دمشق (٢٠/ ١٦٦).
• وله طرق أخرى عن عائشة، منها:
١ - ما رواه زائدة بن قدامة، حدثني موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد اللَّه بن عتبة، قال: دخلت على عائشة فقلت لها: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: بلى، ثَقُل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أصلى الناس؟ "، فقلنا: لا، يا رسول الله هم ينتظرونك، فقال: "ضعوا لي ماء في المخضب"، ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: "أصلى الناس؟ "، فقلنا: لا، يا رسول الله هم ينتظرونك، [فقال: "ضعوا لي ماء في المخضب"، ففعلنا، فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال: "أصلى الناس؟ "، فقلنا: لا، يا رسول الله هم ينتظرونك]، قالت: والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعشاء الآخرة، قالت: فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر -وكان رجلًا رقيقًا-: يا عمر صلِّ بالناس، فقال عمر: أنت أحق بذلك، ففعل، فصلى بهم أبو بكر تلك الأيام، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد في نفسه خِفَّةً، فخرج بين رجلين أحدهما العباس بن عبد المطلب [لصلاة الظهر]، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه أن لا يتأخر، وقال لهما: "أجلساني إلى جنب أبي بكر"، فأجلساه إلى جنب أبي بكر، قالت: فجعل أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم، والناس يصلون بصلاة أبي بكر، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد.
قال عبيد اللَّه بن عبد الله: فدخلت على ابن عباس، فقلت له: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: نعم، فحدثته حديثها عن مرض

الصفحة 27