كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 7)

يدل على حفظه وضبطه له، ولم يختلف عليه فيه [إلا ما ذكره عبد الله بن أحمد في العلل عن ابن مهدي، وقد جزم أحمد بخطأ رواية ابن مهدي عن زائدة، ورواية ابن مهدي في مسند أحمد لا تخالف رواية غيره عن زائدة. انظر: العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٣٠٤ و ٣١٠ و ٣١١/ ٥٣٥٠ و ٥٣٨٤ و ٥٣٨٥)، مسند أحمد (٢/ ٥٢) و (٦/ ٢٥١)]؛ فحديث زائدة أولى من حديث شعبة الذي اختلف عليه فيه، ورواية من رواه عنه موافقًا لرواية زائدة أولى من رواية من خالف، وقد أعرض الشيخان عن رواية شعبة هذه، وأخرجا رواية زائدة في صحيحيهما، وهي الصواب، والله أعلم.
قال البيهقي في السنن (٣/ ٨٠): "وحسن سياق زائدة بن قدامة للحديث يدل على حفظه، وأن غيره لم يحفظه حفظه، ولذلك ذكره البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في كتابيهما دون رواية من خالفه".
قلت: وأما قول أبي حاتم: "يريبني رواية موسى بن أبي عائشة حديث عبيد الله بن عبد الله في مرض النبي - صلى الله عليه وسلم -، قلت [القائل هو ابن أبي حاتم]: ما تقول فيه؟ قال: صالح الحديث، قلت: يحتج بحديثه؟ قال: يكتب حديثه" [الجرح والتعديل (٨/ ١٥٧)]، فلا يقدح في موسى، ولا في حديثه هذا، فإنه ثقة، متفق على إخراج حديثه في الصحيح، ولم يجرح، وقد صحح له الشيخان وغيرهما هذا الحديث، قال ابن حجر في التهذيب (٤/ ١٧٩): "عنى أبو حاتم أنه اضطرب فيه، وهذا من تعنُّته، وإلا فهو حديث صحيح".
٢ - وروى الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: لما ثَقُل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جاء بلال يؤْذِنه بالصلاة، فقال: "مروا أبا بكر فليُصلِّ بالناس"، قالت: فقلت: يا رسول الله! إن أبا بكر رجل أَسِيف، وإنه متى يقم مقامك لم يُسمِع الناسَ، فلو أمرت عمر، قال: "مروا أبا بكر فليُصلِّ بالناس"، فقلت لحفصة: قولي له، فقالت له، فقال: "إنكن لأنتُنَّ صواحبات [في رواية الشيخين: صواحب] يوسف، مروا أبا بكر فليُصلِّ بالناس"، قالت: فأمروا أبا بكر، فلما دخل في الصلاة، وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نفسه خفة، قالت: فقام يهادَى بين رجلين، ورجلاه تخطَّان في الأرض، قالت: فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حِسَّه، فذهب ليتأخر، فأومأ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن: قم كما أنت، قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قام عن يسار أبي بكر جالسًا، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي [جالسًا]، وأبو بكر قائمًا، يقتدي أبو بكر برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والناس يقتدون بأبي بكر.
أخرجه البخاري (٦٦٤ و ٧١٢ و ٧١٣)، ومسلم (٤١٨/ ٩٥ و ٩٦)، وأبو عوانة (١/ ٤٤٣ و ٤٤٤/ ١٦٤١ - ١٦٤٣)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤٢/ ٩٣٣)، والنسائي في المجتبى (٢/ ٩٩/ ٨٣٣)، وفي الكبرى (١/ ٤٣٨/ ٩٠٩)، واللفظ له. وابن ماجه (١٢٣٢)، وابن خزيمة (٣/ ٥٣/ ١٦١٦)، وابن حبان (٥/ ٤٨٩ و ٤٩٠/ ٢١٢٠ و ٢١٢١) و (١٥/ ٢٩٢/ ٦٨٧٣)، وابن الجارود (٣٢٩)، وأحمد (٦/ ٢١٠ و ٢٢٤)، وابن سعد في الطبقات (٣/ ١٨٠)، وابن أبي شيبة (٢/ ١١٧/ ٧١٦١)، وإسحاق بن راهويه

الصفحة 29