كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 7)

• وقد روى أبو داود: نا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة أنها قالت: من الناس من يقول: كان أبو بكر المقدَّم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم من يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - المقدَّم بين يدي أبي بكر.
أخرجه ابن خزيمة (٣/ ٥٤ - ٥٥/ ١٦١٨)، وابن الجارود (٣٢٨)، وابن المنذر (٤/ ٢٠٣/ ٢٠٣٨)، وابن المظفر في حديث شعبة (٣١)، والبيهقي (٣/ ٨٢)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٣٢٠)، وابن حجر في التغليق (٢/ ٢٨١).
وروى مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى خلف أبي بكر.
أخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة (١/ ٤٥٢)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٢٠٣/ ٢٠٣٧)، وأبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (٢١٢٨)، وأبو بكر الباغندي في ستة مجالس من أماليه (٧٨)، وابن السماك في التاسع من فوائده "جزء حنبل" (٢٢)، والبيهقي في الدلائل (٧/ ١٩٢).
قال البيهقي (٣/ ٨٢): "هكذا رواه الطيالسي عن شعبة عن الأعمش، ورواية الجماعة عن الأعمش كما تقدم على الإثبات والصحة".
وقال في الدلائل (٧/ ١٩٤): "فالذي تدل عليه هذه الروايات مع ما تقدم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى خلفه في تلك الأيام التي كان يصلي بالناس مرة، وصلى أبو بكر خلفه مرة، وعلى هذا حملها الشافعي رحمه الله.
وفي مغازي موسى بن عقبة وغيره بيان الصلاة التى صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعضها خلف أبي بكر وهي صلاة الصبح من يوم الاثنين.
وفيما روينا عن عبيد الله عن عائشة، وابن عباس: بيان الصلاة التي صلاها أبو بكر خلفه بعدما افتتحها بالناس وهي صلاة الظهر من يوم السبت أو الأحد، فلا يتنافيان".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٣١٧) في الجمع بين الروايتين عن الأعمش: "ليس هذا بخلاف لأنه يمكن أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى خلف أبي بكر في غير تلك الصلاة في مرضه ذلك".
قلت: طالما أمكن الجمع بين الروايتين عن الأعمش، رواية الجماعة عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان هو الإمام، وأن أبا بكر هو المأموم، وفيه تحكي عائشة قصة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر بالصلاة، وقصة خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم بعد افتتاح أبي بكر الصلاة بهم، واقتداء أبي بكر بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما رواية شعبة: فتحكي عائشة فيها الخلاف الواقع بين الناس في هذه المسألة، فتقول: أن من الناس من يقول: كان أبو بكر المقدَّم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنهم من يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - المقدَّم بين يدي أبي بكر، أو: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى خلف أبي بكر، وطالما أمكن الجمع بينهما على أنهما حديثان مستقلان عن الأعمش، يرويان واقعتين مختلفتين، فهو أولى من توهيم شعبة، لا سيما وسيأتي في حديث أنس ما يثبت

الصفحة 31