كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 7)

• وقد رواه مطولًا، وخالفه في إسناده ومتنه:
المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: حدثنا نعيم بن أبي هند، عن أبي وائل، عن عائشة، أنها قالت: أُغمي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أفاق قال: "هل نودي بالصلاة؟ " فقلنا: لا، فقال: "مري بلالًا فليبادر بالصلاة، وليُصَلِّ بالناس أبو بكر" قالت: فقلت: يا رسول الله! إن أبا بكر رجل أسيف، لا يستطيع أن يقوم مقامك، قالت: فنظر إليَّ حين فرغ من كلامه، ثم أغمي عليه، فلما أفاق قال: "هل نودي بالصلاة؟ " قالت: فقلت: لا، قال: "مري بلالًا فليُنادِ بالصلاة، وليُصَلِّ بالناس أبو بكر" قالت: فأومأتُ إلى حفصة، فقالت: يا نبي الله! إن أبا بكر رجل رقيق لا يستطيع أن يقرأ إلا يبكي، قال: فنظر إليها حين فرغت من كلامها، ثم أُغمي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أفاق قال: "هل نودي بالصلاة؟ " قالت: فقلت: لا، فقال: "مري بلالًا فليُنادِ بالصلاة، وليُصَلِّ بالناس أبو بكر، فإنكن صواحبات يوسف" ثم أُغمي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فأقام بلال الصلاة، وصلى بالناس أبو بكر، ثم أفاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء بنُوبة وبريرة فاحتملاه، قالت عائشة: فكأني أنظر إلى أصابع قدمَي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تخطُّ في الأرض، قالت: فلما أحس أبو بكر بمجيء النبي - صلى الله عليه وسلم -، أراد أن يستأخر، فأومأ إليه أن يثبت، قالت: وجيء بنبي الله - صلى الله عليه وسلم - فوُضع بحذاء أبي بكر في الصف.
أخرجه ابن حبان (٥/ ٤٩٤/ ٢١٢٤)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة (١/ ٤٤٧)، والبيهقي (٣/ ٨٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٠/ ٢٥٨ و ٢٥٩).
تنبيه: وقع عند ابن حبان بين أبي وائل وعائشة: أحسبه عن مسروق، ومع هذا الشك، فهو غير محفوظ من حديث معتمر، فقد رواه جماعة من الثقات عنه بدون ذكر مسروق.
قلت: نعيم بن أبي هند: كوفي ثقة، لم يختلف في توثيقه، وأما عاصم بن بهدلة، فإنه وإن كان صدوقًا، إلا أنه كان سيئ الحفظ، كثير الخطأ، وقد تكلموا فيه لسوء حفظه، وكان يضطرب في حديث زر وأبي وائل، يجعل هذا مكان هذا [التهذيب (٤/ ٢٣٨) و (٢/ ٢٥٠)، الميزان (٢/ ٣٥٧)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٨٨ و ٨٧٥)].
• والذي يظهر لي -والله أعلم-: أن عاصمًا قد حفظ هذا الحديث وضبطه، إذ قد وافق في سياقه سياق من روى الحديث من الثقات عن عائشة، مثل عبيد الله والأسود [الطريق الأول والثاني]، ولم يختلف عاصم ونعيم -من رواية التيمي عنه- في متن الحديث اختلاف تضاد، وإنما يزيد أحدهما على الآخر، مما يقع كثيرًا من الثقات، حيث يزيد بعضهم على بعض.
وحديث نعيم بن أبي هند قد اختلف عليه في إسناده ومتنه:
فتابع شعبة في إسناده عاصمًا بإثبات مسروق، لكنه اختصر متن الحديث.
وتابع سليمان التيمي عاصمًا في سياق المتن مطولًا بمعناه، لكنه أسقط من الإسناد مسروقًا.

الصفحة 35