كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 7)

يرويه أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي: نا ابن المبارك، عن مالك بن أنس، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى خلف أبي بكر في ثوب واحد.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٤/ ٨٢/ ٣٦٦٨)، وفي الصغير (٤٩٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢١/ ٣٧ و ٢٩١) و (٥١/ ١٧٣).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن مالك إلا ابن المبارك، تفرد به: عبيد بن هشام".
وقال أبو حاتم: "هذا حديث باطل؛ غلط فيه عبيد بن هشام" [العلل (١/ ١٤٩/ ٤١٨)].
وقال الدارقطني في العلل (١٣/ ٣٣٤/ ٣٢١١): "يرويه أبو نعيم الحلبي، عن ابن المبارك، عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، ولم يتابع عليه.
والصحيح: عن مالك: أنه بلغه عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من لم يجد ثوبين، فليصل في ثوب واحد"".
قلت: وهو كما قال أبو حاتم، وأصله في الصحيحين [البخاري (٣٥٢ و ٣٥٣ و ٣٧٠)، مسلم (٧٦٦)، من حديث محمد بن المنكدر عن جابر، في الصلاة في الثوب الواحد، بدون ذكر أبي بكر فيه، وحديث مالك رواه في موطئه بلاغًا عن جابر (١/ ٢٠٣/ ٣٧٦).
وأبو نعيم الحلبي عبيد بن هشام: تغير في آخر عمره، ولُقِّن أحاديث ليس لها أصل، ولعل هذا منها، وقد روى عن ابن المبارك عن مالك أحاديث لا يتابع عليها، وهذا منها [انظر: التهذيب (٣/ ٤١)، الميزان (٣/ ٢٤)].
٣ - وروي من حديث أم سلمة:
قال ابن سعد في الطبقات (٢/ ٢٢٣): أخبرنا محمد بن عمر، عن سعيد بن عبد الله بن أبي الأبيض، عن المقبري، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في وجعه إذا خف عنه ما يجد خرج فصلى بالناس، وإذا وجد ثقله قال: "مروا الناس فليصلوا" فصلى بهم ابن أبي قحافة يومًا الصبح فصلى ركعة، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلس إلى جنبه، فائتم بأبي بكر، فلما قضى أبو بكر الصلاة أتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فاته.
قلت: وهذا باطل من حديث المقبري، سعيد بن أبي الأبيض: مجهول، والواقدي: متروك [الجرح والتعديل (٤/ ٦)، اللسان (٤/ ٤٠)].
٤ - وروي من حديث أبي بكر الصديق:
يرويه محمد بن عمر الأسلمي، قال: حدثنا الضحاك بن عثمان، عن حبيب مولى عروة، قال: سمعت أسماء بنت أبي بكر، تقول: رأيت أبي يصلي في ثوب واحد، فقلت: يا أبتِ تصلي في ثوب واحد، وثيابك موضوعة؟ فقال: يا بنية إن آخر صلاة صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلفي في ثوب واحد.

الصفحة 45