كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 7)

أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد النيسابوري، قال الحاكم: "كان عالمًا بالحديث والرجال والجرح والتعديل، وفي الفقه كان المشار إليه في وقته، ثقة مأمون"، ونعته الذهبي بقوله: "الإمام العلامة المفتي المحدث شيخ الإسلام،. . .، جمع وصنف، وبرع في الفقه، وتميز في علم الحديث" [تاريخ نيسابور (١)، الإرشاد (٣/ ٨٤٠)، الأنساب (٣/ ٥٢١)، التدوين (٢/ ١٤١)، السير (١٥/ ٤٨٣)، تاريخ الإسلام (٢٥/ ٢٥٦)، طبقات الشافعية الكبرى (٣/ ٩)].
قلت: فهو إسناد غريب جدًّا، وإسناد زيد بن الحباب أشهر منه رجالًا، وكلاهما ضعيف، ولا يتقوى أحدهما بالآخر، فإن مدار الحديث على حصين بن عبد الرحمن، ومخرجه واحد، والله أعلم.
• وروي من وجه آخر موقوفًا:
يرويه أنس بن عياض، ويزيد بن هارون، وسليمان بن بلال:
عن يحيى بن سعيد، عن بُشَير بن يسار: أن أسيد بن حضير كان يؤم قومه بني عبد الأشهل، فخرج عليهم بعد شكوه، فأمروه أن يتقدم فيصلي بهم، فقال: إني لا أستطيع أن أصلي قائمًا [فاقعدوا]، فصلى قاعدًا، وصلوا قعودًا.
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ٦٠٦)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٢٠٦/ ٢٠٤٥)، والطحاوي في المشكل (١٤/ ٣١٣/ ٥٦٤٤ م)، وابن عبد البر في التمهيد (٦/ ١٣٩)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٩/ ٩٣).
قال ابن رجب في الفتح (٤/ ١٥٣): "وهذا إسناد صحيح".
وعزاه ابن حجر في الفتح (٢/ ١٧٦) لابن المنذر بإسناد صحيح.
قال ابن سعد في الطبقات (٥/ ٣٠٣): "بشير بن يسار: مولى بني حارثة بن الحارث من الأنصار، ثم من الأوس، وكان شيخًا كبيرًا فقيهًا، وكان قد أدرك عامة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأدرك من أهل داره من بني حارثة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجالًا، منهم: رافع بن خديج، وسويد بن النعمان، وسهل بن أبي حثمة، وروى عنهم حديث القسامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري، وكان قليل الحديث".
قلت: هو ثقة، مخرج حديثه في الصحيحين، ومن سمع منهم من الصحابة -ممن علمت وفاته- توفي بعد الأربعين، وأغلبهم من صغار الصحابة ممن تأخرت وفاته، ولا يُعرف له سماع من أسيد بن حضير، مع تقدم وفاة أسيد على من سمع منهم بشير، فضلًا عن كون بشير يروي أيضًا عن التابعين، وقول الذهبي في السير: "توفي سنة بضع ومائة" مما يؤيد عدم سماعه من أسيد، بل وعدم إدراكه له [انظر: التاريخ الكبير (٢/ ١٣٢)، الجرح والتعديل (٢/ ٣٩٤)، الثقات (٤/ ٧٣)، رجال البخاري للكلاباذي (١/ ١١٧)، تهذيب الكمال (٤/ ١٨٧)، السير (٤/ ٥٩٢)، التهذيب (١/ ٢٣٨)]، وعلى هذا فإن بشير هنا يروي واقعة لم يشهدها، فهو منقطع، والله أعلم.

الصفحة 51