كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 7)

وروى هشام، وسعيد، وهمام، وأبو عوانة، وأبان بن يزيد العطار، وعبيدة، عن قتادة، ولم يذكروا: "إذا قرأ فأنصتوا".
ولو صح لكان يحتمل سوى فاتحة الكتاب، وأن يقرأ فيما يسكت الإمام، وأما في ترك فاتحة الكتاب فلم يتبين في هذا الحديث".
وقال أبو داود: "وقوله: "فأنصتوا" ليس بمحفوظ، لم يجئ به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث".
وقال البزار: "وقد روى هذا الحديث جماعة عن قتادة بهذا الإسناد، ولا نعلم أحدًا قال فيه: "وإذا قرأ الإمام فأنصتوا" إلا التيمي، إلا حديثًا حدثناه. . ."، ثم ذكر حديث سالم بن نوح.
ولم يجزم بثبوته ابن خزيمة حيث قال: "إن ثبت" [صحيح ابن خزيمة (٣/ ١٣٨)].
وفي صحيح مسلم: "قال أبو إسحاق [قال النووي: هو أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان: صاحب مسلم، راوي الكتاب عنه. شرح النووي (٤/ ١٢٢)]: قال أبو بكر بن أخت أبي النضر في هذا الحديث [يعني: طعن فيه، وقدح في صحته. شرح النووي (٤/ ١٢٢)]، فقال مسلم: تريد أحفظ من سليمان؟ فقال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة؟ فقال: هو صحيح، يعني: "وإذا قرأ فأنصتوا"، فقال: هو عندي صحيح، فقال: لِمَ لَمْ تضعْه ها هنا؟ قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا، إنما وضعت ها هنا ما أجمعوا عليه! [وقد ذهل مسلم عن هذا الشرط، فقد اشتمل كتابه على أحاديث اختلفوا في إسنادها أو متنها لصحتها عنده، ولم يتركها لأجل عدم الإجماع على صحتها. انظر: صيانة صحيح مسلم (٧٥)، شرح النووي على مسلم (١/ ١٦) و (٤/ ١٢٣)].
قال أبو الفضل بن عمار الشهيد في علله على صحيح مسلم (١٠): "ووجدت فيه حديث سليمان التيمي، عن قتادة، عن أبي غلاب، حديث أبي موسى، وفيه من الزيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا".
قال أبو الفضل: وقوله: "وإذا قرأ فأنصتوا" هو عندنا وهْمٌ من التيمي، ليس بمحفوظ، لم يذكره الحفاظ من أصحاب قتادة مثل: سعيد، ومعمر، وأبي عوانة، والناس".
وقال الدارقطني في السنن -الموضع الأول-: "وكذلك رواه سفيان الثوري عن سليمان التيمي، ورواه هشام الدستوائي، وسعيد، وشعبة، وهمام، وأبو عوانة، وأبان، وعدي بن أبي عمارة، كلهم: عن قتادة، فلم يقل أحد منهم: "وإذا قرأ فأنصتوا! وهم أصحاب قتادة الحفاظ عنه".
وقال في الموضع الثاني: "زاد فيه على أصحاب قتادة: "وحده لا شريك له"، وخالفه هشام وسعيد وأبان وأبو عوانة وغيرهم، عن قتادة، وهذا إسناد متصل حسن".
وقال في العلل (٧/ ٢٥٤/ ١٣٣٣): "والصواب من ذلك: ما رواه سعيد وهشام ومن

الصفحة 62