كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 7)

وقد صحح مسلم بن الحجاج حديث أبي هريرة: "وإذا قرأ فانصتوا"، قال: هو صحيح عندي".
وقال النووي في شرح مسلم (٤/ ١٢٣): "واعلم أن هذه الزيادة وهي قوله: "وإذا قرأ فأنصتوا"، مما اختلف الحفاظ في صحته، فروى البيهقي في السنن الكبير عن أبي داود السجستاني: أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة، وكذلك رواه عن يحيى بن معين، وأبي حاتم الرازي، والدارقطني، والحافظ أبي علي النيسابوري شيخ الحاكم أبي عبد الله، قال البيهقي: قال أبو علي الحافظ: هذه اللفظة غير محفوظة، قد خالف سليمان التيمي فيها جميع أصحاب قتادة.
واجتماع هؤلاء الحفاظ على تضعيفها مقدَّم على تصحيح مسلم، لا سيما ولم يروها مسندة في صحيحه، والله أعلم" [وانظر: المجموع (٣/ ٣١٧)].
قلت: قد أسندها مسلم، وتقدم التعليق عليه.
• خالفهم فقبل الزيادة:
تقدم أن مسلمًا ممن قبل زيادة سليمان التيمي، كما نقله عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان راوي الصحيح عنه، وكما نقله الحفاظ عن مسلم.
وقبلها أيضًا: ابن جرير الطبري، حيث قال في تفسيره (٩/ ١٦٦): "وقد صح الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما ذكرنا من قوله: "إذا قرأ الإمام فأنصتوا"".
وابن المنذر، فقال في الأوسط (٣/ ١٠٧): "وقد تكلم متكلم في حديث أبي موسى الأشعري، وقال: قوله: "فإذا قرأ فأنصتوا"، إنما قاله سليمان التيمي.
قال أبو بكر: وإذا زاد الحافظ في الحديث حرفًا وجب قبوله، وتكون زيادة كحديث يتفرد به، وهذا مذهب كثير من أهل العلم في كثير من أبواب الشهادات، وغير ذلك، ولما اختلف أسامة وبلال في صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكعبة، فحكم الناس لبلال؛ لأنه يثبت أمرًا نفاه أسامة، كانت كذلك رواية التيمي؛ لأنه أثبت شيئًا لم يذكره غيره".
وصححها الطحاوي، ونقل عن الإمام أحمد تصحيحها من رواية الأثرم عنه [مختصر اختلاف العلماء (١/ ٢٠٦)].
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٣٤): "فإن قال قائل: إن قوله: "وإذا قرأ فانصتوا" لم يقله أحد في حديث أبي هريرة غير ابن عجلان، ولا قاله أحد في حديث أبي موسى غير جرير عن التيمي، قيل له: لم يخالفهما من هو أحفظ منهما فوجب قبول زيادتهما، وقد صحح هذين الحديثين أحمد بن حنبل، وحسبك به إمامة وعلمًا بهذا الشأن،. . .
[ثم أسند إلى أبي بكر الأثرم قوله:] قلت لأحمد بن حنبل: من يقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجه صحيح: "إذا قرأ الإمام فانصتوا"؟ فقال: حديث ابن عجلان الذي يرويه أبو خالد، والحديث الذي رواه جرير عن التيمي، وقد زعموا أن المعتمر رواه، قلت: نعم قد رواه المعتمر، قال: فأي شيء تريد؟

الصفحة 64