كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

والمرفوع قد استغربه الدارقطني من حديث أبي الزناد، وعده ابن عدي والذهبي من مناكير عبد الرحمن بن أبي الزناد [الميزان (٢/ ٥٧٦)]، والله أعلم.
وانظر أيضًا: مسند البزار (١٥/ ٢٩١/ ٨٧٩٣)، الكامل (٢/ ٣٨٦)، أطراف الغرائب والأفراد (٢/ ٣٠٥/ ٥٣١١)، سنن البيهقي (١/ ٢٤٩)، الحديث المتقدم برقم (٧٦).
٢ - حديث الحكم بن عمرو الغفاري:
روي حوشب، عن الحسن، عن الحكم بن عمرو الغفاري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يقطع الصلاة: الكلب، والحمار، والمرأة".
أخرجه الطبراني في الكبير (٣/ ٢١١/ ٣١٦١)، من طريق: محمد بن أبي بكر المُقدَّمي: ثنا عمر بن رُدَيْح: ثنا حوشب به.
لم أقف على سماع الحسن البصري من الحكم بن عمرو، والحسن مشهور بالإرسال الخفي، وقد عنعنه، وحوشب هذا لعله ابن مسلم، وهو: صدوق، وعمر بن رديح: صدوق، يخطئ ويخالف، ضعفه أبو حاتم [اللسان (٦/ ١٠٢)، الاكتفاء في تنقيح كتاب الضعفاء لمغلطاي (٣/ ٤٠٠)، سنن البيهقي (١/ ٢٩٠)].
وهذه الرواية عندي وهم؛ فقد رواه أثبت أصحاب الحسن موقوفًا:
رواه يونس بن عبيد [ثقة ثبت، أثبت أصحاب الحسن]، ويزيد بن إبراهيم التستري [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الحسن]، ومعمر بن راشد عمن سمع الحسن:
عن الحسن، قال: صلى الحكم الغفاري بأصحابه، وقد ركز بين يديه رمحًا فمر بين أيديهم كلب أو حمار، فانصرف إلى أصحابه، فقال: أما إنه لم يقطع صلاتي، ولكنه قطع صلاتكم، فأعاد بهم الصلاة. لفظ معمر.
وأما لفظ يونس فمطول، والشاهد منه: قول الحسن: وقد صلى الحكم بن عمرو الغفاري بأصحابه، فمر بين أيديهم حمار، فلما قضى صلاته أعاد بمن لم يكن بين يديه شيء يستره.
ولفظ التستري: عن الحكم بن عمرو الغفاري؛ أنه صلى بأصحابه صلاة الصبح، قال: فمر حماران بين أيديهم، يطرد أحدهما الآخر، فلما انصرف أعاد بهم الصلاة، فقال ناس: فعلت كما فعل فلان، قال: فخطب فقال: يا أيها الناس إني والله! ما فعلت كما فعل فلان، ولكني لما صليت الصبح مر حماران بين أيدينا، يطرد أحدهما الآخر، وإني إنما أعدت بالصف الأول.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١٨/ ٢٣١٨)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٥٦٤ و ٥٧٣ - الجزء المفقود).
وهذا هو الأشبه بالصواب، موقوف على الحكم.
• وروى ابن المبارك، قال: حدثني سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، قال: صلى الحكم الغفاري بالناس في سفرٍ، وبين يديه عنزة، فمرت

الصفحة 23