كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

قال ابن حجر في الدراية (١/ ١٧٨): "وإسناده حسن".
• خالفه: الوليد بن مسلم [شامي، ثقة ثبت]، فرواه عن بكر بن مضر المصري، عن صخر بن عبد الله المدلجي، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز، يحدث عن عياش بن أبي ربيعة المخزومي، قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا بأصحابه إذ مر بين أيدينا حمار، ... فذكره مثله.
أخرجه أبو بكر الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز (١٠).
• وخالفهما: إسحاق بن بكر بن مضر [قال أبو حاتم: "لا بأس به، وكان عنده درج عن أبيه"، الجرح والتعديل (٢/ ٢١٤)، التهذيب (١/ ١١٧)]، فرواه عن أبيه بكر بن مضر، عن صخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز، يقول بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[يصلي] بالناس إذ مرَّ بين أيديهم حمار، فقال رجل من أصحابه ... فذكر الحديث هكذا مرسلًا، بالقصة وبإبهام اسم عياش بن أبي ربيعة.
أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق (٢/ ٥٥٩/٩٢٤).
قلت: وهذا مرسل، هو أشبه بالصواب؛ فإن أهل بيت الرجل أولى به من غيرهم، لا سيما وأن إسحاق كان عنده صحف أبيه، فلعل الوهم وقع للغرباء بما لم يكن في الصحف، كما أن كلام الدارقطني يدل على أن إسحاق بن بكر لم يتفرد بإرساله عن أبيه، وأنه قد توبع عليه، والله أعلم.
قال الدارقطني في العلل (١٢/ ١١٦/ ٢٤٩٩): "يرويه صخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي، حدث به عنه بكر بن مضر، واختلف عنه: فرواه إدريس بن يحيى، عن بكر، عن صخر بن عبد الله، عن عمر بن عبد العزيز، عن أنس.
وخالفه الوليد بن مسلم؛ رواه عن بكر، عن صخر، عن عمر بن عبد العزيز، عن عياش بن أبي ربيعة.
وغيرهما يرويه عن بكر بن مضر، عن صخر، عن عمر مرسلًا.
والمرسل أصح".
وقال عبد الحق في الأحكام الوسطي (١/ ٣٤٨): "اختلف في إسناده، والصواب: مرسل عن عمر".
قال ابن القطان في بيان الوهم (٣/ ٤٩/ ٧٠٣): "إنما يرويه صخر بن عبد الله بن حرملة، وهو: مجهول الحال، ولا يعرف روي عنه غير بكر بن مضر".
وضعفه ابن الجوزي بقوله: "فيه صخر بن عبد الله: قال ابن عدي: يحدث عن الثقات بالأباطيل، عامة ما يرويه منكر، أو من موضوعاته، وقال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه"، وخلَّط فيه أيضًا في الضعفاء (٢/ ٥٣/ ١٦٨٦).
فتعقبه ابن عبد الهادي في التنقيح (٢/ ٣٢٠) بقوله: "وصخر بن عبد الله بن حرملة الراوي عن عمر بن عبد العزيز: لم يتكلم فيه ابن عدي، ولا ابن حبان، بل ذكره ابن حبان

الصفحة 27