كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

ب- وخالفه أبو داود الطيالسي [ثقة حافظ]، فرواه عن هشام، عن يحيى، عن عكرمة، قال: يقطع الصلاة: الكلب، والمرأة، والخنزير، والحمار، واليهودي، والنصراني، والمجوسي.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٢٥٢/ ٢٩٠٤).
قلت: أخطأ معاذ بن هشام على أبيه في هذا الحديث في موضعين: وصله بذكر ابن عباس، وشك في رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان معاذ بن هشام يغلط في الشيء بعد الشيء مع صدقه [انظر: التهذيب (٤/ ١٠٢) وغيره]، وأبو داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي أحفظ من معاذ بن هشام، فإن قيل: إن أبا داود كان يغلط أيضًا إذا حدث من حفظه، فيقال: إنما كان خطؤه في رفع الموقوف، ووصل المرسل [انظر: التهذيب (٢/ ٩٠)]، وهو هنا على العكس، قد قطعه على عكرمة قوله، لم يعْدُه إلى ابن عباس، ولم يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو المحفوظ عن هشام، والله أعلم.
• واختلف فيه أيضًا على يحيى بن أبي كثير:
أ- فرواه هشام الدستوائي [في المحفوظ عنه]، عن يحيى، عن عكرمة، قال: يقطع الصلاة: الكلب، والمرأة، والخنزير، والحمار، واليهودي، والنصراني، والمجوسي.
هكذا مقطوعًا على عكرمة قوله.
ب- وخالفه فسلك فيه الجادة والطريق السهل: عبيس بن ميمون، فرواه عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقطع الصلاة: الكلب، والحمار، والمرأة، واليهودي، والنصراني، والمجوسي، والخنزير".
ذكره ابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٧٧/ ٥٠٧).
قال أبو زرعة: "هذا حديث منكر، وعبيس: شيخ ضعيف الحديث".
وقال الأثرم: "هذا إسناد واه" [الفتح لابن رجب (٢/ ٧٠٤)].
قلت: هو حديث منكر باطل؛ خالف فيه عبيسٌ هذا أثبتَ أصحاب يحيى بن أبي كثير، هشامًا الدستوائي، وقول هشام هو الصواب، وعبيس: متروك، منكر الحديث، عامة ما يرويه غير محفوظ [لتهذيب (٣/ ٤٧)، الميزان (٣/ ٢٦)].
• تابع يحيى بن أبي كثير على قطعه على عكرمة:
أ- رواه معمر، قال: أخبرني من سمع عكرمة، يقول: يقطع الصلاة: الكلب، والخنزير، واليهودي، والنصراني، والمجوسي، والمرأة الحائض.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٢٧/ ٢٣٥٢).
وإسناده ضعيف؛ لإبهام الواسطة بين معمر وعكرمة.
ب- ورواه عبد الوارث بن سعيد، قال: حدثنا أيوب، قال: نبئت أن عكرمة قال: يقطع الصلاة: الكلب، والحمار، والمرأة، والخنزير، واليهودي، والنصراني؛ فإن مروا بين يديك قذفة حجر، أو كان فوقك، أو تحتك، أو بين يديك: لم يقطع صلاتك.

الصفحة 38