كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (١/ ٣١٩): "الحكم بن عمرو الثمالى، ... ، شهد بدرًا، رُويت عنه أحاديث مناكير من حديث أهل الشام، لا تصح" [انظر: الإصابة (٢/ ١٠٨ و ٢١٤)].
وقال أبو نعيم: "تفرد بالرواية عنه [يعني: عن الحكم، موسى بن أبي حبيب].
وقال ابن عبد الهادي: "وهذا من الأحاديث الغريبة المنكرة؛ بل هو حديث باطل لوجوه: أحدها: أن الحكم بن عمير: ليس بدريًّا، ولا في البدريين أحد اسمه الحكم بن عمير؛ بل لا يعرف له صحبة؛ فإن موسى بن أبي حبيب الراوي عنه: لم يلق صحابيًّا، بل هو مجهول، لا يحتج بحديثه، قال ابن أبي حاتم في كتاب الجرح والتعديل [(٣/ ١٢٥)، وفيه تقديم وتأخير وسقط]: الحكم بن عمير: روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث منكرة، لا يذكر سماعًا ولا لقاءًا، روى عنه ابن أخيه موسى بن أبي حبيب، وهو: ضعيف الحديث، سمعت أبي يذكر ذلك، وقال الدارقطني: موسى بن أبي حبيب: شيخ ضعيف الحديث، وقد ذكر الطبراني في معجمه الكبيرِ الحكمَ بن عمير، وقال في نسبته: الثمالي، ثم روى له بضعة عشر حديثًا منكرًا، وكلها من رواية موسى بن أبي حبيب عنه، وروى له ابن عدي في الكامل قريبًا من عشرين حديثًا، ولم يذكر فيها هذا الحديث، والراوي عن موسى هو: إبراهيم بن إسحاق الصيني الكوفي، قال الدارقطني: متروك الحديث، وقال الأزدي: يتكلمون فيه، ويحتمل أن يكون هذا الحديث صنعته، فإن الذين رووا نسخة موسى عن الحكم لم يذكروا هذا الحديث فيها، كبقي بن مخلد وابن عدي والطبراني، وإنما رواه فيما علمنا الدارقطني ثم الخطيب، ووهم الدارقطني فقال: إبراهيم بن حبيب، وإنما هو إبراهيم بن إسحاق، وتبعه الخطيب، وزاد وهمًا ثانيًا فقال: الضبي بالضاد والباء، وإنما هو الصيني بصاد مهملة ونون" [نصب الراية (١/ ٣٤٩ - ٣٥٠)، نخب الأفكار (٣/ ٥٦٠)].
وقال الذهبي في الميزان (٤/ ٢٠٢) في ترجمة موسى بن أبي حبيب: "ضعفه أبو حاتم، وخبره ساقط، وله عن الحكم بن عمير -رجل قيل له صحبة-، والذي أرى أنه لم يلقه، وموسى مع ضعفه متأخر عن لقي صحابي كبير، ... "، ثم قال: "قال أحمد بن موسى الحمار -كوفي صويلح-: حدثنا إبراهيم بن إسحاق: حدثنا موسى بن أبي حبيب الطائفي، عن الحكم بن عمير -وكان بدريًّا- قال: صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} في صلاة الليل، والغداة والجمعة".
قال الذهبي: "هذا حديث منكر، ولا يصح إسناده" [وانظر: آخر المخطوط ق (١٣٧/ ب) مما اختصره الذهبي من كتاب الجهر بالبسملة للخطيب البغدادي وأبي شامة].
وقال ابن حجر في الدراية (١/ ١٣٤): "أخرجه الدارقطني، وإسناده ضعيف، فيه إبراهيم بن إسحاق الضبي، وهو: متروك، ووقع عند الدارقطني: إبراهيم بن حبيب، وهو تغيير".
قلت: هذا إسناد تالف؛ وحديث باطل، لا يثبت للحكم بن عمير صحبة [الجرح