كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)
١٤ - عن مجالد بن ثور وبشر بن معاوية بن ثور:
يرويه إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي [قال الدارقطني: ليس بالقوي. سؤالات الحاكم (٤٦)، تاريخ بغداد (٦/ ٥)، اللسان (١/ ٢٣٢)]: حدثنا أبو الهيثم البكاء صاعد بن طالب بن نواس بن رياط بن واصل بن كاهل بن مجالد بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء: حدثنا أبي طالب، عن أبيه نواس، عن أبيه رياط، عن أبيه واصل، عن أبيه كاهل، عن أبيه مجالد بن ثور، وعن بشر بن معاوية بن ثور -وهو جد صاعد لأمه-، أنهما وفدا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعلمهما ياسين، وقراءة {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، والمعوذات الثلاث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، وعلمهم الابتداء بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، والجهر بها في الصلاة، وأنه علمهم {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، ... وذكر الحديث بطوله في القراءات.
أخرجه ابن المقرئ في المعجم (٥٢)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ٣٩٣/ ١١٨٢) و (٥/ ٢٦٠٥/ ٦٢٧٥).
قال ابن الجوزي في التحقيق (١/ ٣٥٦): "يرويه صاعد بن طالب بن نواس، يرفعه كل واحد عن أبٍ إلى أبٍ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكلهم مجاهيل".
وقال ابن حجر في الإصابة (١/ ٣٠٦): "وإسناده مجهول من صاعدٍ فصاعدًا".
١٥ - عن طلحة بن عبيد الله:
يرويه سليم بن مسلم المكي، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن طلحة بن عبيد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ترك {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فقد ترك آية من كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ، وقد عدَّها عليَّ فيما عدَّ من أم الكتاب".
أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (١/ ٤٠٣/ ٧٧٥)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (١/ ١٠٤)، وابن بشران في الأمالي (١٥١).
وهو حديث باطل؛ سَليم بن مسلم الحساب: متروك، منكر الحديث [اللسان (٤/ ١٨٩)]، وإنما يُعرف هذا عن نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - قال نافع: أُراها حفصة-، أنها سئلت عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ... ، وتقدم ذكره تحت حديث أم سلمة.
وانظر أيضًا: الموضوعات لابن الجوزي (٢/ ٥٥ و ١٢٣).
• وحاصل ما تقدم: أنه لا يصح للقائلين بالجهر بالبسملة حديث؛ وأصح ما احتجوا به حديث نعيم المجمر عن أبي هريرة، وتقدم الكلام عليه في موضعه.
قال العقيلي: "لا يصح في الجهر بالبسملة حديث مسند" [الفتح لابن رجب (٤/ ٣٧٢)].
وقال الدارقطني: "كل ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجهر فليس بصحيح" [التحقيق (١/ ٣٥٦)].