كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

هكذا رواه عن سالم أبي النضر: مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر العمري. وهذا لفظ عبيد الله.
ولفظه عند البخاري ومسلم، من رواية مالك عن أبي النضر: قالت: كنت أنام بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورجلاي في قبلته، فإذا سجد غمزني، فقبضت رجلَيَّ، وإذا قام بسطتهما، قالت: والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح.
• تابع سالمًا أبا النضر عليه، لكن مختصرًا:
محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأنا معترضة بين يديه، وكنت أغتسل أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٥/ ٢٣٦/ ٥١٨٨)، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا إسرائيل، عن محمد به.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة إلا إسرائيل، ولا عن إسرائيل إلا أبو أحمد، تفرد به: القواريري".
قلت: إسناده صحيح غريب؛ رجاله ثقات، وهو مشهور من حديث أبي سلمة [وانظر: ما تقدم تحت الحديث رقم (٧٧)].
• قال ابن رجب في الفتح (٢/ ٧٢٩): "فدل على أن غمزها عند السجود كان لضيق المكان، حيث كانت قدماها في موضع سجوده، فإن يغمزها لتكفَّ قدميها فيسجد في موضعهما، وكان ذلك في سواد الليل وظلمته، فلم يكن يُدرَك التنبيه منه بإشارة ونحوها، فلذلك احتاج إلى غمزها".
وقال العراقي في طرح التثريب (٢/ ٣٤٨): "في قول عائشة: وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة: ما يوهم أنه مخالف لقولها في الحديث الذي يليه: ورجلاي في قبلته؛ فإن ظاهره أن رجليها كانتا لجهة القبلة، وقد يجمع بينهما بأن المراد بقولها: ورجلاي في قبلته: أنه كان مستقبل أسفلها، وإن كانت معترضة، ولا يلزم أن يستقبل أسفل رجليها، ويحتمل أن يقال: كان مرة كذا، ومرة كذا، لكن الأول أولى؛ لأن قوله في رواية البخاري: على الفراش الذي ينامان عليه، يدل على أنها كانت معترضة بين يديه؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان ينام على شقه الأيمن، مستقبل القبلة بوجهه؛ فدل على أنه لم تكن جهة أرجلهما إلى القبلة، والله أعلم".
قلت: ويزيده إيضاحًا رواية محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأنا معترضة بين يديه.
وقال ابن حجر في الفتح (١/ ٤٩٢): "ورجلاي في قبلته: أي في مكان سجوده".
***

الصفحة 62