كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي الركعتين، فإن كنت مستيقظة حدثني؛ وإلا وضع جنبه.
أخرجه مسلم (٧٤٣/ ١٣٣)، وسيأتي تخريجه في موضعه من السنن برقم (١٢٦٣)، إن شاء الله تعالى.
وقد رواه جمع الثقات عن محمد بن عمرو بدون هذه الزيادة، مما يدل على أنها ليست من حديثه، وإنما دخل لابن عيينة حديث في حديث، والله أعلم.
ب- ورواه سعيد بن يحيى اللخمي: أنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي، وأنا في وجهه معترضة في القبلة، فإذا أراد أن يوتر أيقظني برجله، فتنحيت.
أخرجه هشام بن عمار في حديثه (١٠٣).
هكذا وهم في إسناده: سعيد بن يحيى، وهو صدوق، قال فيه الدارقطني: "ليس بذاك" [التهذيب (٢/ ٥٠)]، فسلك فيه الجادة والطريق السهل بزيادة أبي هريرة في الإسناد، وذاك لأن هذا الإسناد يجري على الألسنة، فإذا قال: محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، سبقه لسانه فقال: عن أبي هريرة، والجماعة قد رووه بدونها، وهو المحفوظ.
• وقد وهَّم البيهقيُّ محمدَ بن عمرو في هذه الزيادة التي تفرد بها في هذا الحديث، فقد روي الحديثَ عن أبي سلمة: سالم أبو النضر، ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، فلم يقولا فيه: "تنحَّيْ"، وهما أثبت وأكثر من محمد بن عمرو، ومحمد بن عمرو لم يكن بذاك الحافظ، كان ممن يخطئ، وهو صدوق، كما أن عروة والقاسم قد روياه عن عائشة، فقالا فيه: فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت، ولم يأمرها بالتنحي، والله أعلم.
قال البيهقي: "وقال عروة عن عائشة: فإذا أراد أن يوتر أيقظني وأوترت، وذلك أصح".
• وأما بقية الطرق عن عائشة والتي علقها أبو داود، ولم يصلها:
أ- روى الأعمش، ومنصور، وحماد بن أبي سليمان:
عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة؛ بلغها أن ناسًا يقولون: إن الصلاة يقطعها الكلب والحمار والمرأة، قالت: ألا أراهم قد عدلونا بالكلاب والحمر، ربما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالليل، وأنا على السرير بينه وبين القبلة، فتكون لي الحاجة، فأنسل من قِبَل رِجْل السرير، كراهية أن أستقبله بوجهي. لفظ أبي معاوية عن الأعمش.
ولفظ جرير، عن منصور: أعدلتمونا بالكلب والحمار؟ لقد رأيتني مضطجعة على السرير، فيجيء النبي - صلى الله عليه وسلم - فيتوسط السرير، فيصلي، فأكره أن أسنحه، فأنسل من قبل رِجلَيِ السربر، حتى أنسل من لحافي.
ولفظ شعبة، عن منصور: قالت: كنت أكون بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فإذا أردت أن أقوم كرهت أن أَمُرَّ بين يديه؛ فأنسلُّ انسلالًا.
أخرجه البخاري (٥٠٨ و ٥١١ و ٥١٤)، ومسلم (٥١٢/ ٢٧٠ و ٢٧١)، وأبو عوانة

الصفحة 64