كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

أخرجه الطبراني في الأوسط (١/ ١٧٤/ ٥٥١).
• ورواه معمر بن راشد [ثقة, من أثبت الناس في الزهري]، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: جئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع -أو قال: يوم الفتح-، وهو يصلي، وأنا والفضل مرتدفان على أتانٍ، فقطعنا الصف، ونزلنا عنها، ثم دخلنا الصف، والأذنان تمر بين أيديهم، لم تقطع صلاتهم.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٢/ ٢٣٥٩/٢٩)، ومن طريقه: مسلم (٥٠٤/ ٢٥٧)، وأبو عوانة (١/ ٣٩٣/ ١٤٣٢)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ١١٣/ ١١١٧)، وأحمد في المسند (١/ ٣٦٥)، وفي العلل ومعرفة الرجال (٢/ ١٠٧/ ١٧٢١)، وأبو العباس السراج في مسنده (٣٧٧).
كذا رواه عن معمر: عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
ورواه عنه: يزيد بن زريع [بصري، ثقة ثبت]، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي [بصري، ثقة] فلم يذكرا فيه الشك، وقالا: يصلي بأصحابه بمنىً.
ولفظ يزيد: كنت رديف الفضل على أتان، فجئنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي بأصحابه بمنى، قال: فنزلنا عنها، فوصلنا الصف، فمرَّتْ بين أيديهم، فلم تقطع صلاتهم.
أخرجه الترمذي (٣٣٧)، وقال: "حديث حسن صحيح"، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ١١٣/ ١١١٧)، وابن خزيمة (٢/ ٢٣/ ٨٣٤)، وأحمد في المسند (١/ ٣٦٥)، وفي العلل ومعرفة الرجال (٢/ ١٠٧/ ١٧٢١)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٥٥٠ - الجزء المفقود).
وقد ساق مسلم لفظ حديث مالك، وبدأ به، وثنى بلفظ حديث يونس؛ إلا أنه اختصر حديث ابن عيينة ومعمر، واقتصر منهما على ذكر ما خالفا فيه أصحاب الزهري، وذلك إعلالًا منه، لا تصحيحًا، ولا جمعًا بين الروايات المتعارضة إلا لبيان حالها، ومما يؤكد ذلك أن أبا عوانة لما أخرج الحديث من طرقه نبه على مخالفة معمر، للدلالة على شذوذها، والله أعلم.
قال البيهقي في السنن (٢/ ٢٧٧): "وحجة الوداع: أصح".
وقال ابن طاهر الداني في الإيماء إلى أطراف الموطأ (٢/ ٥٢٧ / ٢٢٢): "كان هذا في حجة الوداع".
وقال ابن رجب في الفتح (٢/ ٦٠٨): "وذكر يوم الفتح لا وجه له؛ فإن ابن عباس لم يكن قد ناهز يومئذ الاحتلام، ولا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي يومئذ بمنى ولا عرفة".
وقال ابن حجر في الفتح (١/ ٥٧٢): "قوله: يصلي بالناس بمنى، كذا قال مالك وأكثر أصحاب الزهري، ووقع عند مسلم من رواية ابن عيينة: بعرفة، قال النووي: يحمل ذلك على إنهما قضيتان، وتعقب بأن الأصل عدم التعدد، ولا سيما مع اتحاد مخرج الحديث، فالحق: أن قول ابن عيينة بعرفة: شاذ ووقع عند مسلم أيضًا من رواية معمر عن

الصفحة 74