كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 8)

• تنبيه: قال ابن قدامة في المغني (٢/ ٤١): "ولمسلم: "لأن يقف أحدكم مائة عام خير له من أن يمر بين يدي أخيه وهو يصلي""، وهذا ليس في مسلم أصلًا، ومتنه في التحديد بمائة عام لم أجده إلا في حديث أبي هريرة هذا، فلعله اشتبه عليه، والله أعلم [وانظر: البدر المنير (٤/ ٢٠٥)].
• قال ابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ١٤٧): "وروي ابن عيينة هذا الحديث مقلوبًا عن أبي النضر عن بسر بن سعيد، جعل في موضع زيد بن خالد: أبا جهيم، وفي موضع أبي جهيم: زيد بن خالد، والقول عندنا: قول مالك، وقد تابعه الثوري وغيره".
قلت: رواه سفيان بن عيينة، واختلف عليه:
أ- فرواه الحميدي، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وإبراهيم بن بشار الرمادي، ويونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن عبدة، ويحيى بن حسان التنيسي، وعبد الله بن محمد الزهري، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وهارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، والحسن بن الصباح البزار، وهشام بن عمار [وهم ثلاثة عشر رجلًا من ثقات أصحاب ابن عيينة، لا سيما وفيهم: أثبت أصحابه، والمكثرون عنه]:
عن سفيان، قال: ثنا سالم أبو النضر، عن بسر بن سعيد، قال: أرسلني أبو الجهيم [زاد الجماعة إلا ابن عبدة وابن حسان وابن المقرئ: ابن أخت أُبي بن كعب] أسأل زيدَ بن خالد الجهني: ما سمعتَ في الذي يمر بين يدي المصلي؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لأن يمكث [وقال الجماعة: يقوم] أحدكم أربعين خيرٌ له من أن يمر بين يدي المصلي"، لا يدري أربعين سنة، أو أربعين شهرًا، أو أربعين يومًا، أو أربعين ساعة.
وقال هشام بن عمار: عن بسر بن سعيد، قال: أرسلوني إلى زيد بن خالد أسأله عن المرور بين يدي المصلي ... فذكر الحديث، وفي آخره: فلا أدري أربعين سنةً، أو شهرًا، أو صباحًا، أو ساعةً. هكذا أبهم أبا الجهيم.
وهذا لفظ الحميدي، وبنحوه لفظ الجماعة، وشذَّ أحمدُ بن عبدة بزيادة: "أربعين خريفًا"، ولفظه بتمامه: "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه؛ كان لأن يقوم أربعين خريفًا خير له من أن يمر بين يديه".
أخرجه ابن ماجه (٩٤٤)، والدارمي (١/ ٣٨٦/ ١٤١٦)، وأبو عوانة (١/ ٣٨٤/ ١٣٩٤)، وأحمد (٤/ ١١٦ - ١١٧)، والحميدي (٢/ ٦٢ - ٦٣/ ٨٣٦)، وعبد بن حميد (٢٨٢)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٢٨٩/ ١٠١٤)، والبزار (٩/ ٢٣٩/ ٣٧٨٢)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٢/ ٢٢٩/ ٣١٤)، وأبو العباس السراج في مسنده (٣٩٠)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٣٧٦)، والطحاوي في المشكل (١/ ٨٢/ ٨٤)، والطبراني في الكبير (٥/ ٢٤٧/ ٥٢٣٦)، وابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ١٤٨).
وقد سئل يحيى بن معين عن هذا الحديث، فقال: "خطأ؛ إنما هو زيد إلى أبي

الصفحة 9