كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

• واحتجوا أيضًا بما رواه: الحسن بن شبيب المعمري، قال: حدثنا علي بن ميمون [الرقي: ثقة]: حدثنا خالد بن حيان [الرقي أبو يزيد الخراز: ليس به بأس]، عن جعفر بن بُرقان [الرقي: ثقة؛ إلا في الزهري]، عن عقبة بن نافع، عن ابن عمر؛ أنه قال: لا تكون صلاة إلا بقراءةٍ وتشهدٍ وصلاةٍ على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن نسيت شيئًا من ذلك فاسجد سجدتين بعد السلام.
ذكره ابن القيم في جلاء الأفهام (٣٣٠)، وجود إسناده ابن حجر في الفتح (١١/ ١٩٦).
قلت: هذه رواية شاذة؛ والحمل فيها إما على خالد بن حيان، وإما على الحسن بن علي بن شبيب المعمري؛ فإنه وإن كان ثقةً حافظًا؛ إلا أنه رفع أحاديث وهي موقوفة، وزاد في المتون أشياء ليست فيها [انظر: الكامل (٢/ ٣٣٨)، تاريخ بغداد (٧/ ٣٦٩)، اللسان (٣/ ٧١)، وغيرها] [وله ترجمة تحت الحديث رقم (٦٠١)].
• والمحفوظ: ما رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٥٤/ ٨٧١٤) (٦/ ٤٧/ ٨٨٠٦ - ط. عوامة) (٣/ ٦٠٥ - ٦٠٦/ ٨٨٠١ - ط. الرشد) [وهو: ثقة، من كبار الحفاظ]، قال بعد أن أخرج أثرًا عن شيخه وكيع بن الجراح [وهو: ثقة حافظ]، أو عن غيره، شك ابن أبي شيبة، قال بعده: حدثنا جعفر بن برقان، عن عقبة بن نافع، قال: سمعت ابن عمر، يقول: ليس من صلاةٍ إلا وفيها قراءةٌ، وجلوسٌ في الركعتين، وتشهُّدٌ، وتسليمٌ؛ فإن لم تفعل ذلك سجدت سجدتين بعد ما تسلِّم، وأنت جالسٌ.
ومعلوم أن ابن أبي شيبة لم يدرك جعفر بن برقان، وإنما يروي عنه بواسطة، فإما أن يكون رواه عن وكيع عنه، لكونه هو شيخه في الأثر السابق، وإما أن يكون سقط ذكر شيخه من الإسناد، وابن أبي شيبة يروي عن جعفر بن برقان بواسطة جماعة من شيوخه، وقد قمت بحصر تقريبي لشيوخ ابن أبي شيبة الذين يروي عنهم عن جعفر، فوجدتهم أحد عشر شيخًا، أذكرهم مرتبين بحسب عدد مروياتهم عن جعفر عند ابن أبي شيبة في المصنف، وهم: كثير بن هشام الكلابي (٥٠) [ثقة]، ووكيع بن الجراح (٣٤) [ثقة حافظ]، وعمر بن أيوب العبدي (١٧) [ثقة]، وحسين بن علي بن الوليد الجعفي (٩) [ثقة]، وخالد بن حيان الرقي (٨) [ليس به بأس]، وأبو نعيم الفضل بن دكين (٦) [ثقة ثبت]، وسفيان الثوري (٣) [ثقة حجة، إمام فقيه]، وعبد الله بن نمير (٢) [ثقة]، وعيسى بن يونس (٢) [ثقة مأمون]، وعبيد الله بن موسى (١) [ثقة]، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير (١) [ثقة].
وعلى هذا: فأيًا كان شيخ ابن أبي شيبة الساقط ذكره في هذا الموضع؛ فإنه ثقة.
وفي هذه الرواية المحفوظة: لم يذكر الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما ذكر مكانها التسليم من الصلاة، فسقط دليلهم، والله أعلم.
لكن يبقى بعد ذلك الكلام عن عقبة بن نافع راويه عن ابن عمر:
قال عبد الله بن أحمد لأبيه: "سألته عن عقبة بن نافع؟ فقال: لا أذكر معرفته" [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٨٨/ ١٦٤٠)]، وقال البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٤٣٤): "عقبة بن

الصفحة 403