كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

شعبة يقول: عبد الرحمان بن علي المعاوي، وإنما هو: علي بن عبد الرحمان، أخطأ شعبة".
قلت: قوله هنا: "كان يحركه هكذا"؛ يعني: الحصى يكتفي بتسويته بمسحة، كما قال أحمد في المسند، وقوله: "وأشار أبو عبد الله بالسباحة"؛ يعني: بمثل ما جاء في رواية الجماعة عن ابن عيينة، من الإشارة بالسبابة، والله أعلم.
٢ - ورواه الحميدي، قال: ثنا سفيان؛ [يعني: ابن عيينة]، وعبد العزيز بن محمد [يعني: الدراوردي]، قالا: ثنا مسلم بن أبي مريم: أخبرني علي بن عبد الرحمن المعاوي، قال: صليت إلى جنب ابن عمر، فقلبت الحصى، فلما انصرف، قال: لا تقلِّب الحصى، فإن تقليب الحصى من الشيطان، وافعل كما رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل، قلت: وكيف رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل؟ فوضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وضم أبو بكر؛ [يعني: الحميدي] ثلاث أصابع ونصب السبابة، ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وبسطها.
قال سفيان: وكان يحيى بن سعيد حدثناه، عن مسلم، فلما لقيت مسلمًا حدثنيه، وزاد فيه: وهي مذبة الشيطان، لا يسهو أحد، وهو يقول: هكذا، ونصب الحميدي إصبعه [وهذه الجملة تابع الحميدي عليها: حامد بن يحيى، عند ابن عبد البر في التمهيد (١٣/ ١٩٦)، ومحمد بن عباد، عند أبي يعلى (٥٧٦٧)] [وهذه الزيادة هي مقطوعة من قول مسلم بن أبي مريم، أو وقعت له بلاغًا، كما في رواية محمد بن عباد].
قال مسلم: وحدثني رجل أنه رأى الأنبياء ممثلين في كنيسة في الشام في صلاتهم قائلين هكذا، ونصب الحميدي إصبعه.
أخرجه الحميدي في مسنده (١/ ٥٣٠/ ٦٦٢ و ٦٦٣ - ط. دار المأمون).
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
قلت: قول مسلم بن أبي مريم في هذه الرواية: وهي مذبة الشيطان، لا يسهو أحد، قد يفهم منها البعض تحريك السبابة أثناء الإشارة بها، لكن يرده تفسير الحميدي بعدها، حيث نصب الحميدي إصبعه، والنصب يخالف التحريك، وهذه الزيادة من قول مسلم بن أبي مريم، وقعت له بلاغًا، والله أعلم.
• وانظر فيمن وهم فيه على يحيى بن سعيد الأنصاري، فأسقط ذكر علي بن عبد الرحمن المعاوي: علل ابن أبي حاتم (١/ ٩٥/ ٢٥٧)، المراسيل (٨٠٩)، المعجم الأوسط للطبراني (٦/ ٢٣ - ٢٤/ ٥٦٨٢).
٣ - ورواه إسماعيل بن جعفر، عن مسلم بن أبي مريم، عن علي بن عبد الرحمن المعاوي، عن عبد الله بن عمر، أنه رأى رجلًا يحرك الحصى بيده وهو في الصلاة، فلما انصرف، قال له عبد الله: لا تحرك الحصى وأنت في الصلاة؛ فإن ذلك من الشيطان، ولكن اصنع كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع، قال: وكيف كان يصنع؟ قال: فوضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة، ورمى ببصره إليها أو نحوها، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع.

الصفحة 416