كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

وقال بعد أن انتهى من سرد الاختلاف فيه: "والصحيح من ذلك: ما رواه مالك بن أنس ومن تابعه".
• ورواه أيضًا: محمد بن عمر الواقدي [متروك]: ثنا كثير بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تحريك الإصبع في الصلاة: مذعرة للشيطان".
أخرجه الروياني (١٤٣٩)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٤٢)، والبيهقي (٢/ ١٣٢)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٢٨١).
قال البيهقي: "تفرد به: محمد بن عمر الواقدي، وليس بالقوي".
وقال النووي في المجموع (٣/ ٤١٧): "ليس بصحيح".
قلت: هذا حديث منكر؛ مداره على كثير بن زيد الأسلمي، وقد خالف فيه جماعة الحفاظ الذين رووه عن مسلم بن أبي مريم، فسلك فيه الجادة والطريق السهل، ثم هو قد اضطرب في إسناده، فمرة يرويه عن مسلم بن أبي مريم عن نافع، ومرة يرويه عن نافع بغير واسطة، ثم هو قد تفرد في متنه بزيادات منكرة، منها؛ أنه قال مرة: إنها مذبة الشيطان، موقوفًا، ثم رفعه فقال مرة: "هي مذعرة الشيطان"، وقال أخرى: "لهي أشدُّ على الشيطان من الحديد"، فحدَّث كلًّا بوجه، فاضطرب في متنه أيضًا، وهذا الحديث لمن دلائل سوء حفظ كثير بن زيد هذا، وقلة ضبطه.
وكثير بن زيد الأسلمي، ابن مافنَّة: متكلم فيه، ليس ممن يحتج به إذا انفرد، نعم هو في الأصل صدوق؛ لكن فيه لين، وليس بذاك القوي [انظر: التهذيب (٣/ ٤٥٨)، سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (٩٧)، الميزان (٣/ ٤٠٤)] [وانظر: ما تحت الحديث رقم (٨٠١)].
وانظر بقية الأوهام عند: الدارقطني في العلل (١٣/ ٩/ ٢٨٩٩).
• ولحديث ابن عمر طريقان آخران:
١ - رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه، ورفع إصبعه اليمنى التي تلي الإبهام، فدعا بها [وفي رواية: يدعو بها]، ويده اليسرى على ركبته باسطها عليها.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٢٤٨/ ٣٢٣٨)، ومن طريقه: مسلم (٥٨٠/ ١١٤)، وأبو عوانة (١/ ٥٣٨/ ٢٠١٤)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ١٨٠/ ١٢٨٥)، والترمذي (٢٩٤)، والنسائي في المجتبى (٣/ ٣٧/ ١٢٦٩)، وفي الكبرى (٢/ ٦٥/ ١١٩٣)، وابن ماجه (٩١٣)، وابن خزيمة (١/ ٣٥٥/ ٧١٧)، وابن حبان في الصلاة (٩/ ١٧٢/ ١٠٨١٤ - إتحاف المهرة)، وأحمد (٢/ ١٤٧)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢١٦/ ١٥٣٤)، والطبراني في الدعاء (٦٣٤)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٣٠)، وفي الدعوات (١/ ٤٢٣/ ٣١٢)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ٦٧٣/١٧٤)، وقال: "هذا حديث صحيح".
قال الترمذي: "حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث عبيد الله بن عمر إلا من هذا الوجه".

الصفحة 419