كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

في الأخير، وهذا مبين، فوجب حمل ذلك المجمل عليه، والله أعلم". [شرح مسلم للنووي (٥/ ٨١)].
وقال النووي في المجموع (٣/ ٤١٣): "قال الشافعي والأصحاب: فحديث أبي حميد وأصحابه صريح في الفرق بين التشهدين، وباقي الأحاديث مطلقة فيجب حملها على موافقته، فمن روى التورك أراد الجلوس في التشهد الأخير، ومن روى الافتراش أراد الأول، وهذا متعين للجمع بين الأحاديث الصحيحة، لا سيما وحديث أبي حميد وافقه عليه عشرة من كبار الصحابة - رضي الله عنهم -، والله أعلم".
وحمل ابن القيم حديث ابن الزبير هذا على التشهد الأخير، جمعًا بينه وبين حديث أبي حميد [زاد المعاد (١/ ٢٤٣)].
***
٩٨٩ - . . . حجاج، عن ابن جريج، عن زياد، عن محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد الله، عن عبد الله بن الزبير، أنه ذكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشير بإِصبَعِه إذا دعا، ولا يحرِّكُها.
قال ابن جريج: وزاد عمرو بن دينار، قال: أخبرني عامر، عن أبيه، أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو كذلك، ويتحامل النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده اليسرى على فخذه اليسرى.
• حديث عمرو بن دينار: صحيح غريب؛ وحديث زياد بن سعد: شاذ سندًا ومتنًا.
أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ٣٧/ ١٢٧٠)، وفي الكبرى (٢/ ٦٢/ ١١٩٤)، وأبو عوانة (١/ ٥٣٨/ ٢٠١٦) و (١/ ٥٣٩/ ٢٠١٩)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١/ ٤١٨/ ٥٨٩) [بحديث عمرو بن دينار وحده]، والبزار (٦/ ١٦٤/ ٢٢٠٤ و ٢٢٠٥)، والطبراني في الكبير (١٤/ ٢٠٠/ ١٤٨٢١)، وفي الدعاء (٦٣٨)، والبيهقي (٢/ ١٣١ - ١٣٢)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ١٧٧/ ٦٧٦).
رواه عن حجاج بن محمد المصيصي: إبراهيم بن الحسن المصيصي، وأيوب بن محمد الوزان، وعلي بن ميمون العطار [وهم ثقات]، والفضل بن يعقوب الرخامي [ثقة حافظ]، ويوسف بن مسلم [وهو: يوسف بن سعيد بن مسلَّم المصيصي، نُسب إلى جده، وهو: ثقة حافظ]، وهلال بن العلاء [صدوق، تكلم في روايته عن أبيه].
وقد صرح فيه ابن جريج بالسماع من زياد بن سعد، في رواية الوزان [عند النسائي والطبراني في الكبير]، وفي رواية يوسف وهلال [عند أبي عوانة والطبراني في الدعاء]، وفي رواية الرخامي [عند البزار والبيهقي].
وصرح بالسماع أيضًا من عمرو بن دينار [عند ابن أبي عاصم].
• وفي روايةٍ للفضل بن يعقوب [عند البزار (٢٢٠٤)]: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس

الصفحة 423