كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)
وشيخه: مالك بن نمير الخزاعي: لم يرو عنه غير عصام، ولا له غير هذا الحديث، فهو في عداد المجهولين، وقال الدارقطني: "لا يحدث عن أبيه إلا هو، يُعتبر به، ولا بأس بأبيه"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان الفاسي: "ومالك بن نمير: لا تُعرف له حال، ولا يُعلم روى عنه غير عصام بن قدامة، ولا يُعرف أيضًا لنمير غير هذا الحديث، ولم تُعرف صحبته من قول غيره"، وقال الذهبي: "لا يُعرف"، وقال ابن حجر في الإصابة: "تابعي، مجهول الحال" [سؤالات البرقاني (٤٩٦)، بيان الوهم (٤/ ١٧٠/ ١٦٣٦)، الميزان (٣/ ٤٢٩)، التهذيب (٤/ ١٥)، الإصابة (٦/ ٣٢٣)].
وأما نمير الخزاعي: فقد أثبت له الصحبةَ جماعةٌ، مع كونه لا يُعرف حديثه إلا من قبل ابنه مالك، وممن صرح بصحبته: البخاري، وأبو حاتم، وابن حبان، وغيرهم، وأدخل أحمد حديثه في مسنده [التاريخ الكبير (٨/ ١١٦)، الجرح والتعديل (٨/ ٢١٦ و ٤٩٧)، الثقات (٣/ ٤٢١)، وغيرها].
وعلى هذا: فإن الحكم على مالك بن نمير بالجهالة لا يمنع من قبول حديثه، وقد سبق أن تكلمت عن قبول حديث المجهول إذا كان مستقيمًا؛ تحت الحديث رقم (٧٥٩)، عند حديث هُلْب الطائي [وانظر أيضًا: ما تحت الحديث رقم (٧٨٨)، الشاهد الرابع، حديث أم سلمة]، ومما قلت هناك:
الحكم على الراوي بالجهالة لا يمنع من تصحيح حديثه، فكم من راوٍ حكم أبو حاتم عليه بالجهالة ونحوها ثم صحح حديثه، ثم نقلت بعض النقول في ذلك، ثم قلت: فدل ذلك على أن استقامة حديث الراوي تكفي في قبول حديثه، حتى لو لم يكن مشهورًا بالطلب، لا سيما من كان في طبقة التابعين، والمقصود من هذه النقول بيانُ أن المجهولَ لا يُردُّ حديثه لمجرد جهالته؛ إذ الجهالة وصف لا يلزم منه الجرح، بل يقترن كثيرًا في كلام الأئمة الوصفُ بالجهالة مع التوثيق أو التجريح، ولكن ينظر في حديث المجهول؛ فإن كان حديثه مستقيمًا موافقًا لرواية الثقات صُحِّح حديثه واغتُفرت جهالته، حيث لم يرو منكرًا، ولم ينفرد عن الثقات بما ليس من حديثهم، لا سيما لو كان من التابعين، وهذا مثل حالتنا هذه، فإن لفظ حديثه المحفوظ: مروي من حديث ابن عمر، وابن الزبير، ووائل بن حجر، وأبي حميد الساعدي في جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد صحح حديثه هذا: ابن خزيمة وابن حبان، واحتج به النسائي والبيهقي، والله أعلم.
• والحاصل: فإن حديث نمير الخزاعي هذا بلفظ: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعًا يده اليمنى على فخذه اليمنى في الصلاة، [وهو] يشير بإصبعه: حديث حسن، والله أعلم.
• وفي الباب:
١ - عن وائل بن حجر:
رواه بشر بن المفضل وغيره، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر، قال: قلت: لأَنظُرَنَّ إلى صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف يصلي! قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
الصفحة 430
512