كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

يشير بإصبعه وهو في الصلاة، فلما سلم، سمعته يقول: "اللَّهُمَّ إني أسألك الخير كله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، ما علمت منه وما لم أعلم".
أخرجه الطيالسي (٢/ ١٣٥/ ٨٢٢)، والمحاملي في الأمالي (١٦ - رواية ابن مهدي الفارسي)، والطبراني في الكبير (٢/ ٢٥٢/ ٢٠٥٨)، وفي الدعاء (٦٥٥)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٤٢).
وليس في هذا ما ينكر؛ فأوله محفوظ من أحاديث الباب، وآخره محفوظ من حديث عائشة، وهو حديث طويل، مخرج في الذكر والدعاء برقم (٥٨٢) (٣/ ١١٣٥)، وهو حديث صحيح.
وقيس بن الربيع: ليس بالقوي، ضعفه غير واحد، وابتلي بابنٍ له كان يدخل عليه ما ليس من حديثه فيحدث به [انظر: التهذيب (٣/ ٤٤٧)، الميزان (٣/ ٣٩٣)].
فهو إسناد ضعيف، صالح في الشواهد.
٨ - عن معاذ بن جبل:
رواه محبوب بن الحسن القرشي، عن الخصيب بن جحدر، عن النعمان بن نعيم، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان في صلاته رفع يديه قبالة أذنيه، ... فذكر الحديث، إلى أن قال: وكان إذا جلس في آخر صلاته اعتمد على فخذه اليسرى، ويدُه اليمنى على فخذه اليمنى، ويشير بإصبعه إذا دعا، وكان إذا سلم أسرع القيام.
أخرجه الطبراني في الكبير (٢٠/ ٧٤/ ١٣٩)، بإسناد صحيح إلى محبوب.
وهذا حديث موضوع؛ تقدم ذكره تحت الحديث رقم (٧٤٦ و ٧٥٩).
٩ - عن أسماء بن حارثة الأسلمي:
أخرجه الطبراني في الكبير (١/ ٢٩٦/ ٨٧٠) [رواه الهيثم بن عدي بإسناد مجهول إلى أسماء، والهيثم: متروك، كذبه جماعة. انظر: التهذيب (٣/ ٣٧٩)، اللسان (٨/ ٣٦١)].
• وأما حديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يشير بإصبعيه، فقال: "أحِّد، أحِّد"، فسوف يأتي تخريجه في موضعه من السنن برقم (١٤٩٩)، إن شاء الله تعالى.
• وأما ما روي في وصف الإشارة بالإخلاص:
فقد رواه سليمان بن بلال، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي [وهما مدنيان ثقتان]:
عن عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، عن أخيه إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "هكذا الإخلاص" يشير بإصبعه التي تلي الإبهام، "وهذا الدعاء" فرفع يديه حذو منكبيه، "وهذا الابتهال" فرفع يديه مدًّا.
وفي رواية للدراوردي: "الإخلاص هكذا"؛ ورفع إصبعًا واحدة من اليد اليمنى، "والابتهال هكذا"؛ ومد يديه وجعل بطن الكف مما يلي الأرض، "والدعاء هكذا"؛ وجعل يديه بطونهما مما يلي السماء.

الصفحة 434