كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

وعليه: فإن حديث ابن مسعود هذا: حديث حسن؛ كما قال الترمذي.
• وقد روي من فعل أبي بكر الصديق:
رواه جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، عن تميم بن سلمة، قال: كان أبو بكر إذا جلس في الركعتين كأنه على الرضف؛ يعني: حتى يقوم.
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٢٦٣/ ٣٠١٧).
قال ابن حجر: "إسناده صحيح" [التلخيص (١/ ٢٦٣/ ٤٠٦)].
قلت: رجاله ثقات، وهو منقطع؛ فإن تميم بن سلمة السلمي الكوفي: لم يدرك أبا بكر، ويروي عن عروة عن عائشة، وعن أبي عبيدة عن ابن مسعود، وعن عبد الرحمن بن هلال العبسي عن جرير البجلي، وكان يرسل عن الصحابة، وقال البخاري في التاريخ الكبير: "رأى عبد الله بن الزبير"، ولم يُثبِت له سماعًا من أحد من الصحابة، وهو متأخر الوفاة، مات سنة مائة، في خلافة عمر بن عبد العزيز [التاريخ الكبير (٢/ ١٥٣)، الجرح والتعديل (٢/ ٤٤١)، الثقات (٤/ ٨٦)، التهذيب (١/ ٢٥٩)].
• وقد جاء معناه من حديث ابن مسعود في التشهد:
رواه ابن إسحاق، قال: حدَّثني عن تشهُّدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وسط الصلاة، وفي آخرها؛ عبدُ الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود [قال: وكنا نحفظه عن عبد الله بن مسعود كما نحفظ حروف القرآن]، قال: علَّمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهد في وسط الصلاة، وفي آخرها، فكنا نحفظ عن عبد الله، حين أخبرنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمه إياه، قال: فكان يقول إذا جلس في وسط الصلاة، وفي آخرها على وَرِكه اليسرى: "التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله".
قال: ثم إن كان في وسط الصلاة نهض حين يفرغ من تشهده، وإن كان في آخرها دعا بعد تشهده ما شاء الله أن يدعو، ثم يسلم [لفظ إبراهيم بن سعد، عند أحمد].
أخرجه ابن خزيمة (٧٠١ و ٧٠٢ و ٧٠٨)، وهو حديث حسن، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (٩٦٩).
وموضع الشاهد منه: ثم إن كان في وسط الصلاة نهض حين يفرغ من تشهده؛ يعني: أنه يقوم بعد فراغه من تشهده مباشرة، كما قال ابن مسعود: كأنه على الرضف، من سرعة قيامه، والله أعلم.
***

١٨٩ - باب في السلام
٩٩٦ - قال أبو داود: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان.
(ح) وحدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زائدة.

الصفحة 445