كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

عبيد، ومحمد بن عبيد المحاربي، وزياد بن أيوب، ومحمد بن آدم، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد [وهم ثقات].
ولفظ أحمد في مسنده: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه حتى يبدو بياض خده، يقول: "السلام عليكم ورحمة الله"، وعن يساره حتى يبدو بياض خده، يقول: "السلام عليكم ورحمة الله". وبمثله لفظ ابن أبي شيبة إلا أنه قال: وعن يساره مثل ذلك.
ولفظ محمد بن آدم [عند النسائي]: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه حتى يبدو بياض خده، وعن يساره حتى يبدو بياض خده.
ولفظ ابن نمير [عند ابن ماجه]: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم عن يمينه، وعن شماله، حتى يرى بياض خده: "السلام عليكم ورحمة الله".
لكن وقع في بعض نسخ ابن ماجه، مثل: نسخة المكتبة السليمانية، ونسخة مكتبة باريس وغيرهما، زيادة: "وبركاته"، وليست هي في النسخة التيمورية.
والاختلاف في ثبوت هذه الزيادة وعدمها اختلاف قديم في نسخ ابن ماجه، تجد ذلك في كلام الشراح والنقاد، وهذا مما يجعل النفس لا تطمئن لثبوتها، وذلك لكون جماعة الحفاظ لم يأتوا بها عن عمر بن عبيد، والله أعلم.
• فإن قيل: زادها أيضًا: إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وزياد بن أيوب [عند ابن خزيمة، مقرونان في إسناد واحد]، بلفظ: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وعن شماله حتى يبدو بياض خده: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
فيقال: قد رواه ابن حجر في نتائج الأفكار (٢/ ٢٣٤) من طريق ابن خزيمة به، بدون زيادة: "وبركاته"، ولم ينبه في كلامه على وجود هذه الزيادة عند ابن خزيمة.
ثم وقفت بعد ذلك على لفظ حديث إسحاق بن إبراهيم الشهيدي [من رواية أبي عروبة الحراني الحسين بن أبي معشر عنه، وهو: ثقة حافظ]، فقال فيه: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه حتى يبدو بياض خده، وعن شماله حتى يبدو بياض خده. فلم يذكر لفظ التسليم.
أخرجه أبو بكر ابن المقرئ في الأربعين (٤٥).
وعلى هذا فلم تثبت الزيادة من حديث الشهيدي، وأما زياد بن أيوب فقد رواه أبو داود من طريقه، ولم ينبه على أنه قد زادها في الحديث.
والحاصل: فإن هذه الزيادة لا تثبت من حديث عمر بن عبيد الطنافسي، فقد رواه عنه بدونها: أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة [وهذان اثنان من كبار الحفاظ والأئمة في زمانهما]، وأخوه يعلى بن عبيد، ومحمد بن عبيد المحاربي، ومحمد بن آدم [وهم ثقات]، واختلفت الرواية على زياد بن أيوب، وإسحاق بن إبراهيم الشهيدي، ولا تثبت عنهما، وأما رواية ابن نمير عند ابن ماجه، فقد اختلفت النسخ في إثباتها، فرواية الجماعة هي الصواب، والله أعلم.

الصفحة 449