كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

التقييد والإيضاح (٤٥٠)، التهذيب (٢/ ١٧١)، الكواكب النيرات (٢٥)].
والأقرب أن هذا الحديث مما رواه ابن أبي عروبة بعد اختلاطه؛ فإنه لا يُعرف هذا الحديث عن أبي إسحاق عن الأسود بن هلال عن ابن مسعود؛ إلا من هذا الوجه، فهو حديث منكر، ورواية ابن طهمان أقرب إلى الصواب، وهي وهم أيضًا.
والصواب في هذا: ما رواه جماعة الثقات، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد، عن أبيه، وعلقمة، عن عبد الله.
• وانظر بقية أوجه الاختلاف على أبي إسحاق عند الدارقطني في العلل (٧/ ٥/ ٦٨٠).
• وله إسناد آخر عن ابن مسعود:
يرويه منصور بن أبي مزاحم [ثقة]، قال: حدثنا [أبو سعيد المؤدب] محمد بن مسلم بن أبي الوضاح [ثقة]، عن زكريا، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله، قال: ما نسيت من الأشياء؛ فإني لم أنس تسليم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة عن يمينه وعن شماله: "السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله"، ثم قال: كأني أنظر إلى بياض خديه - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه ابن حبان (٥/ ٣٣٤/ ١٩٩٤)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٢٢٢)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (٨٧٤)، والطبراني في الكبير (١٠/ ١٢٦/ ١٠١٨٦)، وفي الأوسط (٤/ ٣١٨/ ٤٣١٦)، والدارقطني في السنن (١/ ٣٥٧)، وفي الأفراد (٢/ ٣٣/ ٣٨٣٩ - أطرافه)، والبيهقي (٢/ ١٧٧).
هكذا رواه جماعة عن منصور بن أبي مزاحم، منهم: محمد بن الحسين بن مكرم، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل [كما في المعجم الكبير]، وأبو القاسم البغوي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، وإسماعيل بن الفضل بن موسى بن مسمار أبو بكر البلخي [وهم ثقات].
لكن الطبراني أعاده بنفس إسناده في الأوسط، عن عبد الله بن أحمد به، وزاد فيه في موضعين: فقال في الإسناد: زكريا بن أبي زائدة، وزاد في المتن في التسليمة الأولى: "وبركاته".
وأخاف أن يكون هذا من الطبراني نفسه، وقد قال في الأوسط: "لم يرو هذا الحديث عن زكريا بن أبي زائدة إلا أبو سعيد المؤدب، تفرد به: منصور".
وإنما جاء زكريا هكذا غير منسوب، في جميع المصادر، وهو الصواب.
قال أبو حاتم في العلل (١/ ١٠٩/ ٢٩٥): "كنا نرى أن هذا زكريا بن أبي زائدة، حتى قيل لي: إنه زكريا بن حكيم الحبطي، والله أعلم".
وقال الدارقطني في العلل (٥/ ٢٦٣/ ٨٦٨): "ورواه عن الشعبي: زكريا، وهو غريب عنه"، قيل للدارقطني: هو ابن أبي زائدة؟ قال: "الله أعلم".
وفي أطراف الغرائب: "غريب من حديث زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عنه، تفرد

الصفحة 457