كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

عبد الله؛ في التسليم عن يمينه وعن شماله، وكان ينكر حديث حماد عن إبراهيم عن عبد الله مرفوع".
وقال أبو داود في مسائله لأحمد (١٩١١): "سمعت أحمد يقول: كان شعبة ينكر حديث أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التسليمتين، وحديث حماد عن إبراهيم عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ قلت: كان ينكره؟ قال أحمد: قال عبد الرحمن ويحيى: كانا عنده بمنزلة الريح، قلت: ما أنكر منه؟ قال: أنكر أن يكون مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وشعبة بن الحجاج: أمير المؤمنين في الحديث، وأحد أثبت أصحاب أبي إسحاق، المقدَّمين فيه، وممن سمع منه قديمًا قبل التغير.
فيقال: قد رواه عن أبي إسحاق مرفوعًا: جماعة من ثقات أصحاب أبي إسحاق، على رأسهم: سفيان الثوري، وإسرائيل، وتابعهما: زائدة بن قدامة، وأبو الأحوص، وعمر بن عبيد الطنافسي، وشريك، وعلي بن صالح، والحسن بن صالح، ومعمر بن راشد.
ورواية الجماعة أولى بالصواب في إثبات رفع هذا الحديث، ففي روايتهم زيادة، والزيادة من الحافظ مقبولة، فكيف وقد اجتمعوا عليها؟ ثم لو اختلف شعبة والثوري على أبي إسحاق؛ لقدمنا رواية الثوري؛ فهو المقدَّم في الحفظ والضبط على شعبة، ثم كيف وقد تابعه على الرفع: إسرائيل، وهو من أثبت الناس في جده أبي إسحاق، وكان شعبة يقدمه على نفسه في أبي إسحاق، وعلى هذا: فإن إنكار شعبة لرفع هذا الحديث معارض برواية أثبت الناس في أبي إسحاق، وأقدمهم منه سماعًا؛ فصح الحديث وثبت مرفوعًا، والله أعلم.
كذلك فإن الإمام أحمد -وهو راوي هذا الإنكار عن شعبة- لم يعمل بهذا الإنكار؛ بل ذهب إلى تصحيح المرفوع من حديث ابن مسعود، والاحتجاج به:
قال أحمد في مسائل ابنه عبد الله (٢٩٥): "قد ثبت عندنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير وجه؛ أنه كان يسلم عن يمينه وعن يساره، حتى يرى بياض خده".
ونقل عنه ابن قدامة في المغني (١/ ٣٢٤): "التسليمتان أصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحديث ابن مسعود وغيره أذهب إليه".
***
٩٩٧ - . . . يحيى بن آدم: حدثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان يسلم عن يمينه: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وعن شماله: "السلام عليكم ورحمة الله".
• حديث شاذ.
تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (٧٢٣).

الصفحة 465