كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

-قال زهير: أُراه قال: في الصلاة-، فقال: "ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيلٍ شمُسٍ؟ اُسكنوا في الصلاة".
• حديث صحيح.
تقدم تخريجه برقم (٦٦١)، وهو حديث صحيح، أخرجه مسلم (٤٣٠).
ولفظ أبي معاوية عند مسلم وغيره: عن جابر بن سمرة، قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خَيْلٍ شُمُسٍ؟ اُسكنوا في الصلاة".
قال: ثم خرج علينا فرآنا حِلَقًا [وفي رواية: ونحن حِلَقٌ متفرقون]، فقال: "ما لي أراكم عزين؟ ".
قال: ثم خرج علينا، فقال: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ " فقلنا: يا رسول الله! وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: "يتمون الصفوف الأُوَلَ، ويتراصُّون في الصفِّ".
• قال القاضي عياض في المشارق (٢/ ٢٥٤): "قوله: "كأنها أذناب خيل شمس" بضم الميم وإسكانها معًا، هي التي لا تستقر إذا نخست، وهو في الناس العَسِر".
وقال ابن الأثير في النهاية (٢/ ٥٠١): "وهو النَّفور من الدواب الذي لا يستقر لشَغَبه وحِدَّته" [وكذا في اللسان (٦/ ١١٣)].
وقال النووي في شمس: "هو بإسكان الميم وضمها، وهي التي لا تستقر، بل تضطرب، وتتحرك بأذنابها وأرجلها، والمراد بالرفع المنهي عنه هنا: رفعهم أيديهم عند السلام، مشيرين إلى السلام من الجانبين" [شرح مسلم (٤/ ١٥٣)].
• ومن شواهد هذا الباب:
١ - حديث سعد بن أبي وقاص:
يرويه أبو عامر العقدي، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو سعيد مولى بني هاشم، وإبراهيم بن سعد، ويحيى بن حسان، وخالد بن مخلد البجلي [وهم ثقات]:
عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: كنت أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه، وعن يساره، حتى أرى بياض خده.
وفي رواية ابن مهدي: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه حتى يُرى بياضُ خده، وعن يساره حتى يرى بياض خده.
وفي رواية لإبراهيم بن سعد [عند أبي عوانة بإسناد صحيح]: عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، قال: اجتمعت أنا والزهري فتذاكرنا تسليمة واحدة، فقال الزهري: تسليمة واحدة، فقلت: أنا ابن أبي إسحاق أحدث بها عليك: حدثني عامر بن سعد ... ، فذكره.

الصفحة 469