كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)
وزهير بن محمد وإن كان رجلًا ثقة؛ فإن رواية عمرو بن أبي سلمة عنه تضعَّف جدًّا، هكذا قال يحيى بن معين فيما حكى له عنه غير واحد من أصحابنا، لآمنهم علي بن عبد الرحمن بن المغيرة إليَّ، وزعم أن فيها تخليطًا كثيرًا، فإن قال قائل: فإذا ثبت عن عائشة - رضي الله عنها - فيما ذكرت فبمن يعارضها في ذلك من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قيل له: بأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، قد روينا ذلك عنهما فيما تقدم من هذا الباب".
وذكر نحوه في اختلاف العلماء (١/ ٢٢١ - مختصره)، وقال: "وهو حديث واهي الإسناد".
وقال الدارقطني في العلل (١٤/ ١٧٢/ ٣٥١٣) عن الموقوف: "وهو الصحيح، ومن رفعه فقد وهم".
وفي تخريج الأحاديث الضعاف (١١٢): "هذا لا يثبت مسندًا، وزهير بن محمد: ليس بالقوي، والصواب فعل عائشة".
وقال البيهقي: "تفرد به زهير بن محمد".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٢٠٧): "وأما حديث عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه كان يسلم تسليمة واحدة؛ فلا يصح مرفوعًا؛ لأنه لم يرفعه إلا زهير بن محمد عن هشام بن عروة، وهو ضعيف، ضعفه ابن معين وغيره، وفي التسليمتين: حديث ابن مسعود ثابت صحيح".
وقال أيضًا (١٦/ ١٨٩): "وأما حديث عائشة: فانفرد به زهير بن محمد، لم يروه مرفوعًا غيره، وهو ضعيف، لا يحتج بما ينفرد به".
وقال نحوه في الاستذكار (١/ ٤٩١)، وزاد: "وزهير بن محمد: ضعيف عند الجميع، كثير الخطأ، لا يحتج به، وذكر يحيى بن معين هذا الحديث، فقال: عمرو بن أبي سلمة وزهير بن محمد: ضعيفان، لا حجة فيهما".
قلت: زهير بن محمد التميمي إنما ضُعِّف في رواية أهل الشام عنه، وأما رواية أهل العراق عنه فمستقيمة [راجع ترجمته: التهذيب (١/ ٦٣٩)، الميزان (٢/ ٨٤)].
وقال البغوي في شرح السنة (٣/ ٢٠٧): "وفي إسناده مقال، وأصح الروايات تسليمتين".
وقال النووي في المجموع (٣/ ٤٤٣): "اتفق أصحابنا في كتب المذهب على تضعيفه".
وقال في الخلاصة (١٤٦٠): "ضعفه الجمهور، ولا يقبل تصحيح الحاكم له".
وانتقد تصحيح الحاكم أيضًا: ابن رجب في الفتح (٥/ ٢٠٩)، حيث قال: "وأخطأ فيما قال؛ فإن روايات الشاميين عن زهير مناكير عند أحمد ويحيى بن معين والبخاري وغيرهم، قال أحمد -في رواية الأثرم-: أحاديث التنيسي عن زهيرٍ بواطيل، قال: وأظنه قال: موضوعة، قال: فذكرت له هذا الحديث في التسليمة الواحدة، فقال: مثلُ هذا".
الصفحة 486
512