كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

حدثنا أبو عبيدة الناجي، عن الحسن وابن سيرين [ولم يذكر المغيرة: ابن سيرين]، عن أنس بن مالك قال: صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر [زاد المغيرة: وعثمان]، فكانوا يسلمون تسليمة واحدة: السلام عليكم.
أخرجه أبو علي الرفاء في فوائده (٢٤٤)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٢٨).
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين: أبو عبيدة الناجي، وهو: ضعيف، لا يتابع على ما يرويه من المسند على قلته، تقدم ذكره تحت الحديث رقم (١٧).
• وإنما يروي هذا أصحاب الحسن وابن سيرين، عن الحسن مرسلًا، أو عن الحسن وابن سيرين من فعلهما [عند: عبد الرزاق (٢/ ٢٢٢ و ٢٢٣/ ٣١٤٤ و ٣١٤٥)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٦٧/ ٣٠٦٤ و ٣٠٧٠) و (١/ ٢٦٨/ ٣٠٧٤)، والطحاوي (١/ ٢٧٢)].
د- وروى شعيب بن بيان: نا عمران، عن قتادة، عن أنس؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم تسليمة.
أخرجه البزار (١٣/ ٤٧٣/ ٧٢٦٧).
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة إلا عمران القطان، ولا نعلم رواه عن عمران إلا شعيب بن بيان، وشعيب: ضعيف الحديث، وإنما يكتب من حديثه ما تفرد به".
قلت: هو حديث منكر؛ لم يروه عن قتادة إلا عمران بن داور العمي، أبو العوام القطان البصري، وهو: صدوق يهم، كثير الرواية عن قتادة، إلا أنه كثير المخالفة والوهم [التهذيب (٣/ ٣١٨)، الميزان (٣/ ٢٣٦)]، ولم يروه عن عمران إلا شعيب بن بيان بن زياد بن ميمون، وهو: ضعيف، لا يحتمل تفرده بهذا؛ وقول البزار: "وإنما يكتب من حديثه ما تفرد به"؛ يعني: لبيان غرائبه، لذا فقد ساق له البزار جملةً من غرائبه عن أبي العوام [راجع الحديث المتقدم برقم (٨٦٣)].
• والحاصل: فإنه لا يصح حديث مرفوع في التسليمة الواحدة، وقد تتابعت أقوال الأئمة في تضعيف ما روي في التسليمة الواحدة:
• قال أبو بكر البزار وغيره: "لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التسليمة الواحدة شيء"، قال ابن عبد البر: "يعني: من جهة الإسناد" [التمهيد (١٦/ ١٨٩)].
وقال العقيلي: "والحديث في تسليمة: أسانيدها لينة، والأحاديث الصحاح عن ابن مسعود وغيره في تسليمتين" [الضعفاء (٢/ ٥٨)].
وقال أيضًا: "والأسانيد صحاح ثابتة في حديث ابن مسعود في تسليمتين، ولا يصح في التسليمة شيء" [الضعفاء (١/ ١٩٥ - ط. الصميعي)] [البدر المنير (٤/ ٤٩)، التلخيص الحبير (١/ ٢٧٠/ ٤١٨)].
وقال ابن حزم في المحلى (٤/ ١٣٢): "أما تسليمة واحدة فلا يصح فيها شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

الصفحة 494