كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 10)

وقال ابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ١٨٨): "روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه كان يسلم من الصلاة تسليمة واحدة، من حديث سعد بن أبي وقاص، وعائشة، وأنس بن مالك، وكلها معلولة الأسانيد، لا يثبتها أهل العلم بالحديث"، وقال مثله في الاستذكار (١/ ٤٨٩).
وقال أيضًا (١٦/ ١٨٩): "لم يخرج البخاري في التسليم من الصلاة شيئًا، لا في الواحدة، ولا في الاثنتين، ولا خرج أبو داود السجستاني ولا أبو عبد الرحمان النسائي في التسليمة الواحدة شيئًا، خرج أكثر المصنفين في السنن حديث التسليمتين".
وقال الشيرازي في المهذب (١/ ٨٠): "الحديث في تسليمة: غير ثابت عند أهل النقل" [المجموع (٣/ ٤٣٨)].
وقال النووي في المجموع (٣/ ٤٤١): "ولم يثبت حديث التسليمة الواحدة"، وقال في موضع آخر (٣/ ٤٤٣) بأنها ضعيفة.
وقال النووي في الخلاصة (١٤٦٣): "وليس في الاقتصار على تسليمة واحدة: شيء ثابت".
وقال ابن القيم في الزاد (١/ ٢٥٩): "لم يثبت عنه ذلك من وجه صحيح".
وقال ابن رجب في الفتح (٥/ ٢٠٨): "وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه كان يسلم تسليمةً واحدةً: من وجوهٍ لا يصح منها شيء؛ قاله ابن المديني والأثرم والعقيلي وغيرهم.
وقال الإمام أحمد: لا نعرف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التسليمة الواحدة إلا حديثًا مرسلًا لابن شهاب الزهري عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
• قلت: وقد صح عن: ابن عمر، وأنس، وعائشة، وسلمة بن الأكوع، أنهم كانوا يسلمون تسليمة واحدة [انظر ما رواه: عبد الرزاق (٢/ ٢٢٢/ ٣١٤٢) و (٢/ ٢٢٣/ ٣١٤٧)، وابن أبي شيبة (٣٠٦٥ و ٣٠٧١ و ٣٠٧٤ - ٣٠٧٦)، والحارث بن أبي أسامة (١٨٥ - زوائده) (٤/ ٢٠٦ و ٢٠٧/ ٥٢٧ و ٥٢٨ - مطالب)، وابن المنذر (٣/ ٢٢٢ و ٢٢٣/ ١٥٤٦ - ١٥٥٠) و (٤/ ٢٣١/ ٢٠٨٥)].
• قال الترمذي بعد حديث عائشة في التسليمة الواحدة: "وقد قال به بعض أهل العلم في التسليم في الصلاة، وأصح الروايات عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تسليمتان، وعليه أكثر أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والتابعين، ومن بعدهم.
ورأى قوم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم: تسليمة واحدة في المكتوبة، قال الشافعي: إن شاء سلم تسليمة واحدة، وإن شاء سلم تسليمتين".
وقال ابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢٢٣): "وفيه قول ثالث: وهو أن هذا من الاختلاف المباح، فالمصلي مخير إن شاء سلم تسليمة، وإن شاء سلم تسليمتين، قال بهذا القول بعض أصحابنا؛ [يعني: ابن خزيمة في صحيحه (١/ ٣٦٠)]، وكان إسحاق يقول: تسليمة تجزئ، وتسليمتان أحب إليَّ.
ودفع آخرون حديث زهير عن هشام، وقالوا: لا يثبت من جهة النقل، ولو ثبت

الصفحة 495