كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 11)

أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ٢٦/ ١٢٣٤)، وفي الكبرى (١/ ٣٠٢/ ٥٧٦) و (٢/ ٥٠/ ١١٥٨)، وابن خزيمة (٢/ ١١٨/ ١٠٣٦)، والبزار (١٧/ ٢٧٤/ ٩٩٧٤)، والدارقطني (١/ ٣٧١).
• تابع ابن وهب عليه:
يحيى بن أيوب [الغافقي المصري: لا بأس به، يخطئ إذا حدث من حفظه]، عن عمرو بن الحارث، عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بنحوه.
أخرجه البزار (١٧/ ٢٧٨/ ٩٩٨٢)، بإسناد جيد إلى يحيى بن أيوب.
قلت: هذا إسناد بصري، ثم مصري، رجاله ثقات مشهورون، لكن نقل الأثرم عن أحمد، قال: "عمرو بن الحارث روى عن قتادة مناكير" [شرح علل الترمذي (٢/ ٦٩٩)]، وقال أيضًا: "يروي عن قتادة أشياء يضطرب فيها ويخطئ" [التهذيب (٣/ ٢٦٢)].
فإن قيل: هو حديث منكر؛ لتفرد عمرو بن الحارث به عن قتادة، دون أصحاب قتادة المكثرين عنه، فيقال: عمرو بن الحارث: إمام فقيه، ثقة حافظ، قال فيه أبو حاتم على تعنته في الرجال: "كان أحفظ الناس في زمانه، ولم يكن له نظير في الحفظ في زمانه" [الجرح والتعديل (٦/ ٢٢٥)، التهذيب (٣/ ٢٦٢)]، وقد أخرج له البخاري ومسلم عن قتادة ما توبع عليه [انظر: صحيح البخاري (١٧٥٦ و ١٧٦٤ و ٥٦٠٠)، صحيح مسلم (١٢٦٩ و ١٩٨١)]، وحديثه هنا قد توبع عليه، فهو حديث محفوظ، والله أعلم.
• قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة إلا عمرو بن الحارث، ورواه سعيد بن أبي عروبة عن محمد بن سيرين نفسه".
٥ - ثم قال البزار (١٧/ ٢٧٤/ ٩٩٧٥): ونا به محمد بن الأسود العمي: نا إبراهيم بن صدقة: نا سعيد بن أبي عروبة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قصة ذي اليدين.
قلت: ابن أبي عروبة إنما يروي عن ابن سيرين بواسطة قتادة، وإبراهيم بن صدقة: بصري صدوق، معروف بالرواية عن يونس بن عبيد وسفيان بن حسين، ولا يُعرف في أصحاب ابن أبي عروبة، لا سيما من روى عنه قبل اختلاطه، وإن كان قيل بأن عنده كتاب الطلاق عن ابن أبي عروبة [انظر: العلل ومعرفة الرجال (١/ ٣١٩/ ٥٥٥)]، ومحمد بن الأسود العمي: شيخ للبزار، مقل من الحديث، لم أقف له على ترجمة.
فهو إسناد غريب جدًّا.
* وقد وهم فيه سعيد بن بشير [ضعيف، يروي عن قتادة المنكرات، والإسناد إليه لا يصح، فيه: عبد الله بن الحسين بن جابر المصيصي: اتهمه ابن حبان بسرقة الحديث وقلب الأسانيد، اللسان (٤/ ٤٥٦)]، فرواه عن قتادة، عن محمد بن سيرين، عن خرباق السلمي، ... فساق الحديث بنحوه.

الصفحة 42