كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 11)
لا سيما ولم يذكر الدارقطني في العلل (٩/ ٣٧٥/ ١٨١٠) طريق الوليد بن مسلم هذه أثناء سرده الاختلاف على الأوزاعي في هذا الحديث.
ب - مبشر بن إسماعيل الحلبي [ثقة]، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلم في الركعتين، فقال له ذو الشمالين بن عبد عمرو بن نضلة - وهو رجل من خزاعة حليف لبني زهرة -: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟ قال: "لم تقصر، ولم أنس"، قال ذو الشمالين: قد كان بعض ذلك يا رسول الله، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على من صلى معه، فقال: "أصدق ذو اليدين؟ "، قالوا: نعم، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتم الصلاة، ولم يسجد السجدتين اللتين تسجدان في وهم الصلاة حين لقنه الناس.
أخرجه أبو يعلى (١٠/ ٢٤٤/ ٥٨٦٠)، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي [ثقة حافظ]: حدثنا مبشر به.
* خالفهم فأرسله:
محمد بن يوسف الفريابي [ثقة، مكثر عن الأوزاعي]، وعمر بن عبد الواحد [السلمي، أبو حفص الدمشقي: ثقة، من أثبت أصحاب الأوزاعي، قال مروان بن محمد الطاطري: "نظرنا في كتب أصحاب الأوزاعي فما رأينا أحدًا أصح حديثًا عن الأوزاعي من عمر بن عبد الواحد". التهذيب (٣/ ٢٤٢)]، وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين [كاتب الأوزاعي، صدوق، لينه جماعة، وكان يخالف في حديثه، ويخطئ في حديث الأوزاعي، لكن ذهب هشام بن عمار إلى القول بأنه أثبت أصحاب الأوزاعي. تاريخ دمشق (٣٤/ ٥٧)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٣٠)، التهذيب (٢/ ٤٧٤)، التقريب (٥٦٤)]:
قال الفريابي: نا الأوزاعي: حدثني الزهري: حدثني سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، بهذه القصة، ولم يذكروا أبا هريرة، وانتهى حديث الفريابي عند قوله: فأتم ما بقي من صلاته.
وقال فيه ابن أبي العشرين: فأتم ما بقي من الصلاة، لم يسجد السجدتين اللتين يسجدان في وهم الصلاة حين ثبته الناس.
أخرجه ابن خزيمة (٢/ ١٢٤/ ١٠٤١)، وابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٢٠٣).
قال الدارقطني في العلل (٩/ ٣٧٥/ ١٨١٠): "وخالفه [يعني: محمد بن كثير]: عمر بن عبد الواحد، والفريابي، وابن أبي العشرين، فرووه عن الأوزاعي، عن الزهري، عن الثلاثة مرسلًا".
قلت: وهذا هو الأشبه عن الأوزاعي مرسلًا، وإن كان يحتمل أن الأوزاعي حدث به الآخرين موصولًا أيضًا.
والأوزاعي: قال فيه الجوزجاني: "ربما يهم عن الزهري"، وقال ابن معين: "الأوزاعي في الزهري: ليس بذاك أخذ كتاب الزهري من الزبيدي"، وقال يعقوب بن