كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 11)

٤ - ورواه شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري: أخبرني أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة؛ "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سها في صلاته". هكذا مرسلًا مختصرًا.
أخرجه ابن خزيمة (٢/ ١٢٦/ ١٠٤٩).
٥ - ورواه معمر بن راشد، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن أبي هريرة، قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر أو العصر، فسلم [وفي المصنف: فسها] في ركعتين وانصرف، فقال له ذو الشمالين ابن عمرو [وفي المصنف: ابن عبد عمرو، وكان حليفًا لبني زهرة]: أنقصت [وفي المصنف: أخُفِّفت] الصلاة أم نسيت؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما يقول ذو اليدين؟ "، فقالوا: صدق يا نبي الله، فأتم بهم الركعتين اللتين نقص [ثم سلم]. [وفي المصنف: قال الزهري: وكان ذلك قبل بدر، ثم استحكمت الأمور بعدُ]، وانتهت رواية أحمد وابن رافع إلى قوله: نقص، وهما أثبت من رواه عن عبد الرزاق، وأقدمهم منه سماعًا.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٢٩٦/ ٣٤٤١)، ومن طريقه: النسائي في المجتبى (٣/ ٢٤/ ١٢٣٠)، وفي الكبرى (١/ ٣٠١/ ٥٧٠) و (٢/ ٤٩/ ١١٥٤)، وابن خزيمة (٢/ ١٢٦/ ١٠٤٦)، وابن حبان (٦/ ٤٠٢/ ٢٦٨٥)، وأحمد (٢/ ٢٧١)، والبزار (١٤/ ٢٨٨/ ٧٨٩٣)، والبيهقي (٢/ ٣٤١ و ٣٥٨).
رواه عبد الرزاق عن معمر به، ورواه عن عبد الرزاق: أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذهلي [وهما ثقتان حافظان]، ومحمد بن رافع [ثقة مأمون، مكثر عن عبد الرزاق، رحل مع أحمد]، وإسحاق بن إبراهيم الدبري [راوي مصنف عبد الرزاق، وهو: صدوق؛ إلا أن سماعه من عبد الرزاق متأخر جدًّا، وقد سمع منه بعد ما عمي، وروى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة. انظر: اللسان (٢/ ٣٦)].
هكذا رواه الجماعة عن عبد الرزاق، وفيهم الإمام أحمد، وهو ممن سمع من عبد الرزاق قبل ذهاب بصره، وقد صحبه ابن رافع في الرحلة، وأما الذهلي، فقال فيه أحمد: "قدم على عبد الرزاق مرتين، إحداهما بعدما عمي"، وأما الدبري فإنه ممن تأخر سماعه.
• وشذ أحمد بن منصور الرمادي [وهو ثقة حافظ] [وروايته عند البزار والبيهقي]، فزاد فيه قول الزهري السابق ذكره عند عبد الرزاق في مصنفه، وزاد أيضًا: قال الزهري: ثم سجد سجدتين بعدما فرغ.
وهذه الزيادة الأخيرة لا تصح من حديث الزهري؛ فإن أصحاب الزهري قد رووا عنه أنه كان ينفي وقوع سجود السهو في هذه الصلاة، معللًا ذلك بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك السجود حين استيقن، كما سبق بيان ذلك في رواية صالح بن كيسان.
وأخاف أن يكون هذا بسبب تأخر سماع الرمادي من عبد الرزاق، فإنه متأخر الوفاة عن طبقة الذين سمعوا من عبد الرزاق قبل ذهاب بصره، والله أعلم.

الصفحة 50