كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 11)
الصلاة يا رسول الله! أم نسيت؟]، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "أحق ما يقول؟ " قالوا: نعم، فصلى ركعتين أخريين، ثم سجد سجدتين.
قال سعد: ورأيت عروة بن الزبير صلى من المغرب ركعتين، فسلم وتكلم، ثم صلى ما بقي، وسجد سجدتين، وقال: هكذا فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: رواية الجماعة عن شعبة بتعيين الصلاة بأنها الظهر، أولى من رواية آدم التي شك فيها، فإن مَن حفظ وجزم حجةٌ على من لم يحفظ أو شك، والله أعلم.
• وهذه الزيادة التي أتى بها ابن أبي إياس، لم ينفرد بها عن شعبة:
فقد رواها غندر، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عروة بن الزبير، أنه صلى مرة المغرب ركعتين، ثم سلم، فكلم قائده، فقال له قائده: إنما صليت ركعتين، فصلى ركعة، ثم سلم وسجد سجدتين، ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعل مثل هذا.
أخرجه ابن أبى شيبة (١/ ٣٩٣ / ٤٥٢٠).
وهذا مرسل بإسناد صحيح.
وهو حجة لمن قال بأن الإمام إذا تكلم ساهيًا فلا شيء عليه، ويتم صلاته، ولا يستأنفها، وليس فيه أن الذي رد على عروة كان مأمومًا، لكن السياق يدل على أنهم كانوا يصلون خلفه جماعة؛ لأنهم لن يصلوا المغرب فرادى، والله أعلم.
• وانظر ما يأتي في الشواهد بعد حديث ابن عمر برقم (١٠١٧).
قال النسائي: "لا أعلم أحدًا ذكر عن أبى سلمة في هذا الحديث: ثم سجد سجدتين؛ غير سعد".
قلت: هي زيادة ثابتة محفوظة من حديث أبى هريرة، في سجود النبي - صلى الله عليه وسلم - سجدتي السهو يوم ذي اليدين، كما رواه عنه ابن سيرين وسعيد المقبري وأبو سفيان مولى ابن أبى أحمد، وضمضم بن جوس، وعراك بن مالك، والله أعلم.
* وله طرق أخرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة:
١ - سفيان بن عيينة [وعنه: الحميدي، وعبد الجبار بن العلاء]، عن ابن أبى لبيد، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة - رضي الله عنه -، قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،. . . فذكر الحديث بنحو حديث أيوب عن ابن سيرين، وقال فيه: فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمينًا وشمالًا، وقال: "ما يقول ذو اليدين؟ ". ولم أقف على من ساق لفظه بتمامه.
أخرجه ابن خزيمة (٢/ ١١٧/ ١٠٣٥)، والحميدي (٩٨٤) (١٠١٤ - ط. المأمون)، والطحاوي (١/ ٤٤٥)، وعلقه البزار (١٥/ ٢٣٠/ ٨٦٥٦).
وهو حديث صحيح، وعبد الله بن أبى لبيد: مدني ثقة، نزل الكوفة، روى له الشيخان.
٢ - محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى ركعتين، قال محمد: حسبته يقول: من الظهر، ثم سلم فانصرف، ثم جلس فجاءه ذو