كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 11)

اليدين، فقال: يا رسول الله! أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال: "كل ذلك لم يكن"، قال: بلى، والذي هو أنزل عليك الكتاب، قال: ثم أقبل على القوم، فقال: "بقول ذي اليدين تقولون؟ "، قالوا: نعم، قال: فقام فأتم الركعتين الأخيرتين.
أخرجه علي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (١٨٠).
وهو حديث حسن، روى محمد بن عمرو بعض حروفه بالمعنى، وقال فيه: ثم سلم فانصرف ثم جلس، بينما قال فيه ابن سيرين عن أبى هريرة: ثم قام إلى خشبة في مقدَّم المسجد، فوضع يده عليها، أو قال: فقام إلى خشبة معروضة في المسجد، ونحو ذلك من الألفاظ، مما يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان قائمًا ولم يجلس، والله أعلم.

١٠١٥ - قال أبو داود: حدّثنا إسماعيل بن أسد: أخبرنا شبابة: حدثنا ابن أبى ذئب، عن سعيد بن أبى سعيد المقبري، عن أبى هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انصرف من الركعتين من صلاة المكتوبة، فقال له رجل: أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟ قال: "كل ذلك لم أفعل"، فقال الناس: قد فعلت ذلك يا رسول الله، فركع ركعتين أخريين، ثم انصرف ولم يسجد سجدتي السهو.
قال أبو داود: رواه داود بن الحصين، عن أبى سفيان مولى أبى أحمد، عن أبى هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه القصة، قال: "ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد التسليم".

* حديث شاذ بنفي السجود، والمحفوظ فيه إثباته
أخرجه من طريق أبى داود: الخطيب في الموضح (١/ ٤٢٨).
° هكذا رواه شبابة بن سوار [وهو: ثقة حافظ، وهو مدائني، أصله من خراسان، والراوي عنه: إسماعيل بن أبى الحارث البغدادي: ثقة جليل].
° وتابعه عليه: عبد الصمد بن النعمان [بغدادي، صدوق مكثر، وله أوهام. تقدم الكلام عليه مفصلًا تحت الحديث رقم (٧٨٢)، الشاهد الثاني. وانظر: اللسان (٥/ ١٩٠)]، أبنا ابن أبى ذئب به؛ إلا أنه قال: فرجع فكبر، وصلى ركعتين أخراوين، إلى آخر الحديث.
أخرجه أبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (٢٣٩٥).
وهذه زيادة منكرة، والمعروف في حديث أبى هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاء فصلى الركعتين، ولم يذكروا التكبير كالتحريمة.
° ورواه يزيد بن هارون [واسطي، ثقة متقن]: أنا ابن أبى ذئب، عن المقبري، عن أبى هريرة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انصرف من الركعتين في صلاة المكتوبة، فقال له ذو الشمالين:

الصفحة 61