كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 11)

قلت: هو حديث منكر بهذه الزيادة، يزيد بن يوسف الرحبي الصنعاني الدمشقي: ضعيف، تركه أحمد والنسائي والدارقطني وغيرهم، ولا يحتمل منه تفرده بذلك عن أهل الحجاز، والله أعلم.
• ورواه بنحوه مختصرًا عامر بن عبد الواحد الأحول عن عطاء به.
أخرجه البيهقي (٢/ ٣٦٠).
ثم قال البيهقي: "وابن الزبير هذا: عبد الله بن الزبير".
قلت: عامر بن عبد الواحد الأحول البصري: ليس بالقوي، وثقه أبو حاتم [انظر: التهذيب (٢/ ٢٦٩)، الميزان (٢/ ٣٦٢)، وراجع الحديث المتقدم برقم (٠٢ ٥)]، والراوي عنه: الحارث بن عبيد، أبو قدامة الإيادي: بصري، ليس بالقوي [انظر: التهذيب (١/ ٣٣٤)، الميزان (١/ ٤٣٨)، تاريخ ابن معين للدوري (٤١٩٩ و ٤٢٩٦)، ضعفاء أبى زرعة الرازي (٦٠٧)، ضعفاء العقيلي (١/ ٢١٣)، الكامل (٢/ ١٨٩)، وتقدم ذكره في الحديث رقم (٥٠٠)].
° والمحفوظ في هذه القصة أن ابن الزبير لم يتكلم، وإنما أتم الصلاة دون أن يستفهم أحدًا منهم، والله أعلم:
فقد روى ابن جريج، وهمام بن يحيى [وهما ثقتان، وابن جريج أثبت الناس في عطاء بن أبى رباح]:
قال ابن جريج: قال عطاء: صلى بنا ابن الزبير ذات يوم المغرب، فقلتُ [القائل هو ابن جريج]: وحضرتَ ذلك؟ قال: نعم، فسلم في ركعتين، قال الناس: سبحان الله، سبحان الله، فقام فصلى الثالثة، فلما سلم سجد سجدتي السهو، وسجدهما الناس معه، قال: فدخل أصحاب لنا على ابن عباس، فذكر له بعضهم ذلك؛ كأنه يريد أن يعيب بذلك ابن الزبير، فقال ابن عباس: أصاب وأصابوا.
ولفظ همام: أن ابن الزبير صلى المغرب، فسلم في ركعتين، ثم قام ليستلم الركن، فسبح به القوم، فرجع فصلى ركعة، قال: فأتيت ابن عباس، فأخبرته بذلك، فقال: ما أماط عن سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه عبد الرزاق (٢/ ٣١٢/ ٣٤٩٢)، وأبو يعلى (٤/ ٤٦٦/ ٢٥٩٧)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢٣٧/ ١٥٧٣)، والضياء في المختارة (١١/ ٢٢٢ - ٢٢٤/ ٢١٧ و ٢١٨) [وقع في مسند أبى يعلى ومن طريقه الضياء: هشام، بدل: همام، لكن هشام هذا لا يُعرف، والأقرب أنه تصحف عن همام، كما قال محقق المسند].
وصرح ابن المنذر بأن ابن الزبير هنا هو عبد الله.
هذا هو المحفوظ، وهو حديث صحيح.
وليس فيه حجة لمن تكلم في الصلاة ساهيًا.
***

الصفحة 70