كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 12)
(١/ ٢٧٣)، والطبراني في الكبير (١/ ٢٦٣/ ٧٦٧)، وفي الأوسط (٧/ ١٧/ ٦٧٢٤) [وسقط من إسناده: أشعث، بين الخليل وعلي بن زيد].
وهذا حديث ضعيف.
قال الخطيب في المتفق (١/ ١٣٩): "وطرق هذا الحديث لا تكاد تنحصر".
° وأخيرًا فإن المحفوظ في هذا الحديث ما رواه:
• وهيب بن خالد: ثنا عبد اللَّه بن سوادة القشيري، عن أبيه، عن أنس بن مالك -رجل منهم-؛ أنه أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينة، والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يتغدَّى، قال: فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هلم للغداء"، فقلت: يا نبي اللَّه! إني صائم، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه وضع عن المسافر الصومَ، وشطرَ الصلاةِ، وعن الحبلى والمرضع".
وهو إسناد صحيح؛ رجاله كلهم ثقات.
• أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من بني عامر [وفي رواية: عن شيخ من بني قشير]، عن رجل منهم يقال له أنس بن مالك.
وفي لفظ له: "إن اللَّه عز وجل وضع عن المسافر شطرَ الصلاةِ والصيامَ، وعن الحامل والمرضع".
وفي آخر: "اُدنُ أخبرك عن ذلك، إن اللَّه وضع عن المسافرِ الصومَ وشطرَ الصلاة، وعن الحبلى والمرضع".
• خالد الحذاء، عن أبي قلابة، ويزيد بن عبد اللَّه بن الشخير، عن رجل من بني عامر؛ أن رجلًا منهم أتى النبي وهو على بَكرٍ له، فدخل على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فوافقه يتغدى، فقال: "هلم"،. . . فذكر الحديث.
فهو حديث صحيح، وله طرق يعضد بعضها بعضًا، وله طرق أخرى واهية، وقد اضطرب في إسناده الأوزاعي على وجوه كثيرة جعلت بعض الحفاظ يردون الحديث لأجل اضطرابه فيه، وقد سبق نقل كلامهم في موضعه.
وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٣٤): "في إسناد هذا الحديث اختلاف كثير".
وتعقبه ابن القطان في بيان الوهم (٥/ ٤٦٠/ ٢٦٣٩) بأن قال: "ولا يكاد يوجد حديث لم يختلف في إسناده، وانتشار الطرق أدل على صحة الحديث منها على ضعفه، إذا كان في بعض طرقه طريق سالم من الضعف".
قلت: وهو الحاصل هنا، فإن له طريقًا صحيحة سالمة من الضعف، يعتمد عليها في تصحيح الحديث، ويعضدها بعض الطرق وقد أسلفنا ذكرها باختصار.
° وأما من احتج بهذا الحديث على رد حديث عائشة المتفق عليه، أو تأويله [انظر مثلًا: التمهيد (٨/ ٤٦) و (١٦/ ٣١٢)، والاستذكار (١/ ١٨) و (٢/ ٢٢١)، والقبس شرح الموطأ (١/ ٣٣١)]، بدعوى أن هذا الحديث نص قولي من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على أن الأصل في