كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 13)

أبي قلابة وحميد بن هلال، عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال: كنت رديف أبي طلحة، وركبتي تمس ركبة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم يزالوا يصرخون بهما جميعًا بالحج والعمرة.
أخرجه أبو يعلى (٧/ ٢٠٢/ ٤١٩١)، وأبو عوانة (١/ ٦٧٠/ ١٠٥٧ - إتحاف المهرة)، والطحاوي (٢/ ١٥٣)، والطبراني في الأوسط (١/ ٢٤٨/ ٨١٤).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن أيوب عن حميد بن هلال إلا عبيد اللَّه بن عمرو".
د - وروى أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، ويونس بن محمد المؤدب، وسريج بن النعمان [وهم ثقات]:
حدثنا فليح، عن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، عن أنس بن مالك أنه أخبره؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا خرج إلى مكة صلى الظهر بالشجرة سجدتين.
وهو حديث صحيح، أصله في صحيح البخاري (٩٠٤)، وتقدم تخريجه برقم (١٠٨٤).
وهذا الحديث يخالف حديث محمد بن المنكدر، وإبراهيم بن ميسرة، وأبي قلابة، عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه-؛ أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى الظهر بالمدينة أربعًا، وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين.
ويوافق حديث أشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن، عن أنس بن مالك؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى الظهر، ثم ركب راحلته فلما علا على جبل البيداء أهلَّ.
أخرجه أبو داود (١٧٧٤)، ويأتي تخريجه في موضعه.
ويوافق حديث قتادة، عن أبي حسان، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، قال: صلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الظهر بذي الحليفة، ثم دعا بناقته فأشعرها في صفحة سنامها الأيمن، وسلت الدم، وقلَّدها نعلين، ثم ركب راحلته، فلما استوت به على البيداء أهل بالحج.
أخرجه مسلم (١٢٤٣)، ويأتي تخريجه عند أبي داود برقم (١٧٥٢).
ويمكن الجمع بينها بأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى الظهر بالمدينة أربعًا، ثم انطلق إلى ذي الحليفة فأدرك العصر بها، وصلاها ركعتين، ثم بات بها حتى أصبح، ثم مكث بها حتى صلى الظهر، ثم أشعر بدنته، وأهل بالحج والعمرة، وارتحل متجهًا إلى مكة.
ولا يعارض ذلك رواية وهيب المتقدمة المشعرة بأنه ارتحل بعد صلاة الصبح، فلعله تهيأ لذلك ثم عرض له عارض فأخر الارتحال حتى صلى الظهر، ثم ارتحل، واللَّه أعلم.
• ولحديث أنس طريق أخرى في غاية الوهاء [أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ١٣٩)] [وفي إسناده: يوسف بن خالد السمتي، وهو: متروك، كذبه ابن معين والفلاس وأبو داود، ورماه ابن حبان بالوضع. انظر: التهذيب (٤/ ٤٥٤)، وابنه: خالد بن يوسف، وهو: ضعيف. انظر: الثقات (٨/ ٢٢٦)، الكامل (٣/ ٤٥)، الميزان (١/ ٦٤٨)، اللسان (٣/ ٣٥٠)].

الصفحة 19