كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 13)

والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم: إذا أقيمت الصلاة أن لا يصلي الرجل إلا المكتوبة.
وبه يقول سفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق".
وقال في العلل بعدما أخرجه من طريق ابن عيينة موقوفًا: "وهكذا روى حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، ولم يرفعه.
وقال أيوب السختياني، وزياد بن سعد، وزكريا بن إسحاق، ومحمد بن جحادة، وورقاء بن عمر، وإسماعيل بن مسلم، رووا عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وروى عبد الله بن عياش بن عباس القتباني، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ومرفوع أصح".
وقال البزار (١٥/ ٢٦٥): "وقد رفع هذا الحديث عن عمرو، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة: حماد بن زيد عن أيوب عن عمرو، ومعمر عن أيوب عن عمرو.
وورقاء بن عمر، والحسين بن [ذكوان] المعلم، وزكريا بن إسحاق، ومحمد بن جحادة، وحماد بن سلمة، ومحمد بن مسلم، وزياد بن سعد".
وقال الخليلي في الإرشاد (١/ ٣٢٠) بعد ذكر الاختلاف فيه: "وهذا الحديث صحيح من حديث أبي هريرة"؛ يعني: مرفوعًا.
وقال ابن حزم في المحلى (٣/ ١٠٨): "وقد حمل اتباع الهوى بعضهم على أن قال: إن عمرو بن دينار قد اضطُرب عليه في هذا الحديث، فرواه عنه سفيان بن عيينة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، فأوقفوه على أبي هريرة، ... ، وليس ما ذكر مما يضر الحديث شيئًا؛ لأن ابن جريج، وأيوب، وزكريا بن إسحاق: ليسوا بدون سفيان بن عيينة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، فكيف والذي أسنده من طريق حماد بن سلمة أوثق وأضبط من الذي أوقفه عنه، وأيوب لو انفرد لكان حجة على جميعهم؛ فكيف وكل ذلك حق، وهو أن عمرو بن دينار رواه عن عطاء عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعن عطاء عن أبى هريرة أنه أفتى به، فحدث به على كل ذلك".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٦٩): "وهو حديث صحيح، رواه عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كذلك رواه ابن جريج وحماد بن سلمة وحسين المعلم وزياد بن سعد وورقاء وأيوب السختياني وزكرياء بن إسحاق مرفوعًا، وقد وقفه قوم من رواته على أبي هريرة، والقول قول من رفعه، وهو حديث ثابت ظاهر المعنى، وبالله التوفيق".
وقال في الاستذكار (٢/ ١٣٠): "وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة"".
وقال أيضًا (٢/ ١٣٣): "وقد وقف قوم هذا الحديث على أبي هريرة، منهم:

الصفحة 476