كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 13)

عن توهيم ابن لهيعة في روايته، لا سيما والرواية الأخرى فيها سلوك للجادة، وراويها ضعيف، قال أبو حاتم: "ليس بالمتين، صدوق يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة"، وضعفه أبو داود والنسائي وابن يونس في رواية [الجرح والتعديل (٥/ ١٢٦)، التهذيب (٢/ ٤٠٠)، الميزان (٢/ ٤٦٩)، السير (٧/ ٣٣٤)، تاريخ الإسلام (١٠/ ٢٩٩)].
كذلك فقد اختلفت الرواية عن ابن لهيعة، فمرة يرويه بهذه الزيادة المنكرة، ومرة يرويه مثل حديث عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعًا بدونها.
وهذا حديث منكر بهذه الزيادة " ... إلا التي أقيمت"، تفرد بها أبو تميم الزهري، وهو: لا يُعرف اسمه، وحديثه في أهل مصر، لم يرو عنه سوى عياش بن عباس القتباني، وترجم له أبو أحمد الحاكم في الكنى، وابن يونس في تاريخ علماء مصر، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، كما لا يُعرف بغير هذا الحديث؛ فهو مجهول [راجع: الأسامي والكنى (٢/ ٣٧٢/ ٩٥٥)، تلخيص الكنى لعبد الغني المقدسي (٢٠٤)، التعجيل (١٢٣٨)].
والمعروف في هذا: هو ما ثبت عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة"، والله أعلم.
٢ - ورواه الحسن بن علي المعمري [ابن شبيب: ثقة حافظ؛ إلا أنه رفع أحاديث وهي موقوفة، وزاد في المتون أشياء ليست فيها. انظر: الكامل (٢/ ٣٣٨)، تاريخ بغداد (٧/ ٣٦٩)، اللسان (٣/ ٧١)، وغيرها]: ثنا جعفر بن محمد بن فضيل الراسيُّ [من أهل رأس العين، لا بأس به، لينه النسائي. تاريخ بغداد (٧/ ١٧٧)، التهذيب (١/ ٣١١)]: ثنا محمد بن كثير [المصيصي: ليس بالقوي، له أحاديث لا يتابعه عليها أحد. التهذيب (٣/ ٦٨٢)]، عن ابن شوذب [عبد الله بن شوذب: ثقة، من السابعة]، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة".
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٢/ ٢٥٣/ ١٢٨٩).
قلت: هو حديث غريب بهذا الإسناد، ولا يثبت مثله.
٣ - ورواه أبو عمرو محمد بن عبد الله الحلبي السوسي المقرئ [ذكره ابن حبان في الثقات (٩/ ١٥١)، وكان مقيمًا بحلب، شيخ لأبي عوانة وغيره. انظر: الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ٤٠٩)]: ثنا حجاج بن نصير، عن عباد بن كثير، عن ليث، عن عطاء [هو: ابن أبي رباح]، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة، إلا ركعتي الصبح".
أخرجه تمام في فوائده (١٧٤٠)، والبيهقي (٢/ ٤٨٣).
قال البيهقي: "وهذه الزيادة لا أصل لها، وحجاج بن نصير، وعباد بن كثير: ضعيفان، وقد قيل: عن حجاج بإسناده عن مجاهد، بدل عطاء، وليس بشيء" [وانظر: مختصر الخلافيات (٢/ ٢٩٣)].
قلت: وهو كما قال؛ وهو حديث لا أصل له؛ ليث بن أبي سليم: كوفي، ضعيف،

الصفحة 479