كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 13)

وجعله أبو الشيخ من غرائب ما كتبه عن شيخه.
قلت: هو حديث منكر؛ عبد الله بن ميمون القداح: متروك، منكر الحديث.
° وقد روي من حديث عمرو بن دينار عن جابر، ولا يصح [انظر: علل الدارقطني (١٣/ ٣٦٨/ ٣٢٥٧) و (١١/ ٩٢/ ٢١٣٩)، أطراف الغرائب والأفراد (١/ ٣٠٥/ ١٦١٧)].
° ومما قيل في معنى أحاديث الباب:
• أنه لا يشرع بعد الإقامة للصبح إلا الفريضة، فإذا صلى ركعتين نافلةً بعد الإقامة، ثم صلى معهم الفريضة صار في معنى من صلى الصبح أربعًا؛ لأنه صلى بعد الإقامة أربعًا.
• أن الحكمة فيه أن يتفرغ للفريضة من أولها، فيَشرع فيها عقب شروع الإمام، وإذا اشتغل بنافلة فاته الإحرام مع الإمام، وفاته بعض مكملات الفريضة، فالفريضة أولى بالمحافظة على إكمالها.
• وفيه حكمة أخرى وهو النهي عن الاختلاف على الأئمة.
° قال ابن حبان في النوع التاسع والثمانين من التقاسيم والأنواع (٣/ ٤٣٦): "ألفاظ الاستخبار عن أشياء مرادُها الزجر عن استعمال تلك الأشياء التي استُخبر عنها، قُصد بها التعليم على سبيل العتب"، ثم أسند حديث ابن سرجس.
ثم ترجم لحديث أبي هريرة من رواية ابن جحادة [التقاسيم (٣/ ٤٣٧/ ٢٧١١)] بقوله: "ذكر الزجر عن إنشاء المرء الصلاة عند ابتداء المؤذن في الإقامة".
وقال الخطابي في المعالم (٢٧٤): "في هذا دليل على أنه إذا صادف الإمام في الفريضة لم يشتغل بركعتي الفجر، وتركهما إلى أن يقضيهما بعد الصلاة.
وقوله: "أيتهما صلاتك؟ " مسألة إنكار، يريد بذلك تبكيته على فعله.
وفيه دلالة على أنه لا يجوز أن يفعل ذلك، وإن كان الوقت يتسع للفراغ منهما قبل خروج الإمام من صلاته؛ لأن قوله: "أو التي صليت معنا" يدل على أنه قد أدرك الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد فراغه من الركعتين" [وانظر: إكمال المعلم (٣/ ٤٦)].
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٦٩): "قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أصلاتان معًا"، وقوله لهذا الرجل: "أيتهما صلاتك"، وقوله في حديث ابن بحينة: "أتصليهما أربعًا"؛ كل ذلك إنكار منه - صلى الله عليه وسلم - لذلك الفعل، فلا يجوز لأحد أن يصلي في المسجد ركعتي الفجر ولا شيئًا من النوافل إذا كانت المكتوبة قد قامت، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب ما هو أصح من هذا، وعليه المعوَّل في هذه المسألة عند أهل العلم، وذلك قوله عليه السلام: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة"، يعني التي أقيمت، وهذا يوضح معنى: "أصلاتان معًا" ويفسره، وهو حديث صحيح رواه عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كذلك رواه ابن جريج وحماد بن سلمة وحسين المعلم وزياد بن سعد وورقاء وأيوب السختياني وزكرياء بن إسحاق مرفوعًا، وقد وقفه قوم من رواته على أبي هريرة، والقول قول من رفعه، وهو حديث ثابت، ظاهر المعنى، وبالله التوفيق".

الصفحة 483