كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 14)

أخرجه الدارقطني في صلاة التسبيح (٥٩ - الترجيح) (٥/ ١٦٨ - نتائج الأفكار)، والخطيب في صلاة التسبيح (١٤).
وروح بن المسيب أبو رجاء الكلبي: وثقه من لم يطلع على حاله، وثقه العجلي وغيره، وقال ابن معين: "صويلح"، وقال أبو حاتم: "هو صالح، ليس بالقوي"، وسبر مروياته ابن حبان وابن عدي فضعفاه جدًّا، قال ابن حبان: "وكان روح ممن يروي عن الثقات الموضوعات، ويقلب الأسانيد، ويرفع الموقوفات، وهو أنكر حديثًا من روح بن غطيف، لا تحل الرواية عنه، ولا كتابة حديثه إلا للاختبار"، وقال ابن عدي: "يروي عن ثابت ويزيد الرقاشي أحاديث غير محفوظة" [مسند البزار (١٣/ ٣٣٩/ ٦٩٦٢)، معرفة الثقات (١/ ٣٦٥)، الجرح والتعديل (٣/ ٤٩٦)، المجروحين (١/ ٢٩٩) (١/ ٣٧٠ - ط. الصميعي). الكامل (٣/ ١٤٣)، تاريخ أسماء الثقات (٣٦٤)، الأنساب (٥/ ٩١)، اللسان (٣/ ٤٨٦)].
قلت: وهذا مثل سابقه، لا يصلح في المتابعات.
د - ورواه الدارقطني في صلاة التسبيح (٦٠ و ٦١ - الترجيح)، قال: ثنا أبو طالب الكاتب علي بن محمد بن أحمد بن أبي الجهم: ثنا الحسن بن عرفة: ثنا عباد بن عباد المهلبي، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، وفى رواية: قال: قال لي ابن عباس: ألا أجيزك ... ، فذكره موقوفًا على ابن عباس.
قلت: وهذا حديث غريب جدًّا؛ عباد بن عباد المهلبي البصري: ثقة؛ إلا أن له أوهامًا، تُكُلِّم فيه بسببها [انظر: التهذيب (٢/ ٢٧٨)، الميزان (٢/ ٣٦٧)، علل ابن أبي حاتم (٣١٤)، [وانظر بعض أوهامه فيما تقدم تحت الحديث رقم (٩٣٧)، والحديث رقم (١٠٦٦)].
والحسن بن عرفة: صدوق، والمتفرد عنه بهذا الحديث: أبو طالب الكاتب علي بن محمد بن أحمد بن أبي الجهم: قال الخطيب: "كان ثقة، عمي في آخر عمره"، وقال الذهبي: "بغدادي، ثقة، مشهور، أضر في آخر عمره، وكان أحد العلماء، سمع: الحسن بن عرفة، ومحمد بن المثنى، وعلي بن حرب، وعنه: محمد بن المظفر، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، توفي في آخر السنة، وله تسعون عامًا"، يعني في سنة (٣٢٦) [تاريخ بغداد (١٣/ ٥٤١ - ط. الغرب)، تاريخ الإسلام (٢٤/ ١٩٥)].
والأقرب أن الدارقطني إنما سمع منه بعدما أضر؛ فإن بين وفاتيهما ما يقرب من ستين سنة، فما لحقه الدارقطني حتى كبر وأضر، فإن الدارقطني ولد سنة (٣٠٦) [تاريخ بغداد (١٣/ ٤٩٣ - ط. الغرب)،، وعليه فيكون له من العمر عند وفاة شيخه عشرون سنة، فلا يحتمل عندي التفرد بهذا الطريق من حديث عباد المهلبي عن عمرو، والله أعلم.
* والحاصل: فإن الحديث إنما هو حديث: مهدي بن ميمون، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، قال: حدثني رجل كانت له صحبة؛ يرون أنه عبد الله بن عمرو؛ موقوفًا.
وهذا الذي أنكره أحمد.
ولو فرضنا ثبوت هذه الطرق عن عمرو النكري، فما تزيد الحديث إلا وهنًا، حيث

الصفحة 460