كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

ثم إن هذه وجادة، ولا ندري هل كان كتاب عمرو بن الحارث الحمصي هذا محفوظاً عن الزيادة والنقصان، أم لا؟ لا سيما وهو غير معروف العدالة، كما قال الذهبي، ولا مشهوراً بالرواية عند أهل بلده، ولا خارجها.
وابن زبريق: إسحاق بن إبراهيم بن العلاء: ضعيف، لا سيما لو روى عن عمرو بن الحارث الحمصي، قال النسائي: "ليس بثقة، إذا روى عن عمرو بن الحارث" [تهذيب تاريخ دمشق (٢/ ٤١٠)]، والذي في التاريخ (٨/ ١٠٩) نصه: "ليس بثقة، عن عمرو بن الحارث" [التهذيب (١/ ١١١) الميزان (١/ ١٨١). الجرح والتعديل (٢/ ٢٠٩)].
فهو حديث غريب من حديث الزبيدي، والله أعلم.
• قلت: والحاصل؛ فإن هذا الاختلاف على شعبة في الجملة الثانية لا يضر شيئاً، فالمحفوظ عن شعبة: الرفع، كما أن رفعها ثابت من طرق عن أبي سلمة عن عائشة، رواه سعيد بن أبي سعيد المقبري، ويحيى بن أبي كثير، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وغيرهم:
كلهم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة - رضي الله عنهما - مرفوعاً؛ بطرف: "اكلفوا من العمل ما تطيقون".
٤ - وروى يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة؛ أن عائشة - رضي الله عنهما - حدثته، قالت: لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - شهراً أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله، وكان يقول: "خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا"، وأحب الصلاة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما دُووِم عليه وإن قلَّت، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها.
وفي رواية: "خدوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا"، وكان أحب الصلاة إليه ما داوم عليها منها وإن قلَّت، وكان إذا صلى صلاة أثبتها.
أخرجه البخاري (١٩٧٠)، ومسلم (٧٨٢/ ١٧٧ - كتاب الصيام). [تقدم تحت الحديث رقم (١٢٧٣)].
٥ - وروى ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: كان الناس يصلون في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان بالليل أوزاعاً، يكون مع الرجل الشيء من القرآن، فيكون معه النفر الخمسة أو الستة أو أقل من ذلك أو أكثر، يصلون بصلاته، قالت: فأمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً من ذلك أن أنصب له حصيراً على باب حجرتي، ففعلت، فخرج إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن صلى العشاء الآخرة، قالت: فاجتمع إليه مَن في المسجد، فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلاً طويلاً، ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل وترك الحصير على حاله، فلما أصبح الناس تحدثوا بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن كان معه في المسجد تلك الليلة، قالت: وأمسى المسجد راجًّا بالناس، فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشاء الآخرة، ثم دخل بيته وثبت الناس، قالت: فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"ما شأن الناس ياعائشة؟ "،

الصفحة 10