كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

قالت: فقلت له: يا رسول الله! سمع الناس بصلاتك البارحة بمن كان في المسجد، فحشدوا لذلك لتصلي بهم، قالت: فقال: "اطوِ عنا حصيرَك يا عائشة"، قالت: ففعلت، وبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير غافل، وثبت الناس مكانهم حتى خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصبح، فقالت: فقال: "أيها الناس! أما والله ما بتُّ - والحمد لله - ليلتي هذه غافلاً، وما خفي عليَّ مكانكم، ولكني تخوَّفتُ أن يفترضَ عليكم، فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملُّوا"، قال: وكانت عائشة تقول: إن أحبَّ الأعمال إلى الله أدومُها وإن قلَّ.
وإسناده حسن، وقد تقدم ذكره تحت الحديث رقم (٦٥٩) (٧/ ٣٣٤/ ٦٥٩ - فضل الرحيم الودود)، والحديث رقم (١١٢٦).
٦ - وروى محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: كانت لنا حصيرة نبسطها بالنهار، ونحتجرها علينا بالليل، قالت: فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً فسمع مَن كان في المسجد صلاتَه [وفي رواية: فسمع المسلمون قراءته، فصلوا بصلاته]، فأصبحوا فذكره أولئك للناس، فكثروا في الليلة الثانية، قالت: فاطلع إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "اكلفوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يملُّ حتى تملّوا".
قالت عائشة - رضي الله عنهما -: وكان أحب الأعمال إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدومها وإن قلَّ، وكان إذا صلى صلاة أثبتها.
وهو حديث حسن، تقدم تخريجه ثحت الحديث رقم (١١٢٦).
٧ - وروى محمد بن زياد الزيادي، قال: حدثنا عبد العزيز الدراوردي، قال: حدثنا محمد بن طحلاء [قال أبو حاتم: "ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات. التهذيب (٣/ ٥٩٥)]، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة - رضي الله عنهما -، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اكلفوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أفضل العمل أدومه وإن قل".
أخرجه ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (٤١٩)، وفي عيون الأخبار (١/ ٤٤٦ - ٤٤٧)، وأبو طاهر السلفي في الطيوريات (٤١٧).
قلت: هو غريب من حديث الدراوردي المدني، تفرد به: محمد بن زياد أبو عبد الله الزيادي البصري؛ قال ابن حبان في الثقات: "ربما أخطأ"، وضعفه ابن منده، وروى له البخاري مقروناً بغيره [التهذيب (٣/ ٥٦٤). الميزان (٣/ ٥٥٢)].
• وروي من وجه آخر ضعيف عن ابن طحلاء، وأتي فيه بلفظ منكر:
رواه موسى بن عبيدة، قال: ثني محمد بن طحلاء مولى أم سلمة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، قالت: كنت أجعل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصيراً يصلي عليه من الليل، فتسامع به الناس، فاجتمعوا، فخرج كالمغضب، وكان بهم رحيماً، فخشي أن يكتب عليهم قيام الليل، فقال: "يا أيها الناس، اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل من الثواب حتى تملوا من العمل، وخير الأعمال ما دمتم عليه".

الصفحة 11