كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

ونزل القرآن: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١)} إلى قوله: {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} [المزمل: ١ - ٤]، حتى كان الرجل يربط الحبل ويتعلق، فمكثوا بذلك ثمانية أشهر، فرأى الله ما يبتغون من رضوانه؛ فرحمهم فردهم إلى الفريضة، وترك قيام الليل.
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٣/ ٣٥٩ و ٣٦٠)، وابن أبي حاتم في تفسيره (١٠/ ٣٣٧٩/ ١٩٠١٠).
قلت: وهذا منكر بهذا السياق، تفرد به موسى بن عبيدة الربذي، وهو: ضعيف.
قال ابن رجب في الفتح (١/ ١٥٢): "خرجه بقي بن مخلد، وفي إسناده: موسى بن عبيدة" [وانظر: الأحكام الوسطى (٢/ ٦٢)].
وقال ابن حجر في الفتح (٣/ ٣٧): "أخرجه الطبري في تفسير سورة المزمل، وفي بعض طرقه ما يدل على أن ذلك مدرج من قول بعض رواة الحديث، والله أعلم".
٨ - ورواه ابن وهب، قال: حدثني عبد الله بن عمر، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج ليلة من رمضان إلى المسجد بعد العشاء فصلى، فرآه ناس فصلوا بصلاته، فلما كانت الثانية خرج أيضاً، فرآه الناس فثابوا وكبروا وصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الثالثة ملئ المسجد، فلم يخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعلوا كانهم يؤذنونه ليخرج إليهم، فقال: "يا عائشة ما بال الناس؟ "، فقلت: يا رسول الله صلوا معك هاتين الليلتين، فأحبوا أن تخرج إليهم، ثم خرج إليهم، فقال: "أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله دومها وإن قلَّ، ما زلتم حتى خشيت أن تكتب عليكم"، قالت عائشة: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي إحدى عشرة قائماً، وركعتين جالساً، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ، ثم ركع ثم يوتر بواحدة. قال أبو سلمة: فقلت: كيف كانت صلاته في شهر رمضان؟ قالت: ما كان يزيد في شهر رمضان على هذا.
أخرجه أبو يعلى (٨/ ٢٢١/ ٤٧٨٨). [المسند المصنف (٣٧/ ٢٧٢/ ١٧٨٨٠)].
وعبد الله بن عمر العمري: ليس بالقوي، ولا تثبت هذه الرواية عن أبي سلمة، تقدم ذكرها تحت الحديث رقم (١٣٤٠).
وقد اضطرب فيه العمري، فرواه مرة هكذا، ورواه مرة: عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، بمعناه مرفوعاً [تقدم في الطريق الثانية] [وراجع ما تقدم تحت الحديث رقم (١١٢٦)، وما سيأتي برقم (١٣٧٣)؛ إن شاء الله تعالى].
وقد روي نحو حديث أبي سلمة عن عائشة، من قصة الحولاء بنت تويت:
رواه يونس بن يزيد الأيلي [ثقة رواه عنه: ابن وهب، وعثمان بن عمر بن فارس]، وشعيب بن أبي حمزة [ثقة من أثبت الناس في الزهري]، والنعمان بن راشد [ليس بالقوي]، ومحمد بن الوليد الزبيدي [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الزهري، لكن الإسناد إليه ضعيف؛ فيه: عبد الحميد بن إبراهيم أبو تقي الحمصي: سمع كتب عبد الله بن سالم

الصفحة 12