كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 16)

والبيهقي في الشعب (٤/ ٣١٧/ ٢٠٠١). [الإتحاف (١٥/ ٢٧/ ١٨٧٩٢)، المسند المصنف (٣١/ ١٥٣/ ١٤٢٣٤)].
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
• وقال البزار في مسنده (١٥/ ٦٢/ ٨٢٨٤): وحدثنا خالد [هو: بن يوسف السمتي]؛ قال: حدثني أبي، عن موسى بن عقبة، عن عبيد الله بن سلمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، بنحوه مرفوعًا.
ثم قال البزار: "وهذه الأحاديث لا نعلمها تروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم حدث بها عن موسى إلا يوسف بن خالد، ويوسف بن خالد: كان رجلًا قد كتب الحديث، رحل فيه إلى الكوفة، فكتب عن الأعمش، وكان أول من وضح الكتب المبسوطة في الوثائق، ولكن دخل في الكلام فجاوز حد أهل العلم، فضعف حديثه من أجل ذلك".
قلت: يوسف بن خالد، هو: السمتي، متروك، ذاهب الحديث، كذبه ابن معين والفلاس وأبو دا ود، ورماه ابن حبان بالوضع [انظر: التهذيب (٤/ ٤٥٤) وغيره]؛ وابنه خالد: أصلح حالاً منه؛ فقد ضُعِّف، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه" [انظر: الثقات (٨/ ٢٢٦)، الكامل (٣/ ٤٥)، الميزان (١/ ٦٤٨)، اللسان (٣/ ٣٥٠)]؛ فهذه الطريق لا يعتمد عليها، ولا تصلح للاعتبار، والعمدة على الأول.
وأما الإسناد الأول: فإنه ليس على شرط مسلم؛ فإن مسلمًا لم يخرج لعبيد الله بن سلمان، عن أبيه أبي عبد الله سلمان الأغر، عن أبي هريرة، وإنما أخرج له البخاري في صحيحه مقرونأ بزيد بن رباح (١١٩٠)، وأما مسلم فإنه قد أخرج لأخيه عبد الله بن سلمان عن أبيه عن أبي هريرة (١١٧) [راجع التحفة (١٣٤٦٤ و ١٣٤٦٨)]، وابن أبي الزناد: لم يحتج به البخاري ولا مسلم، وسعد: لم يخرجا له.
وهذا إسناد مدني حسن فريب؛ والأقرب وقفه على أبي هريرة.
تفرد به عن موسى بن عقبة على كثرة أصحابه: عبد الرحمن بن أبي الزناد، والصواب أن في حديثه تفصيلًا: فإن حديثه بالمدينة: صحيح، وما حدث ببغداد أفسده البغداديون؛ إلا ما كان من رواية سليمان بن داود الهاشمي؛ فأحاديثه عنه حسان [انظر: فضل الرحيم الودود (٢/ ١٧٠/ ١٤٨) و (٨/ ٢٥٩/ ٧٤٤)].
والراوي عنه هنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر: أصله من المدينة، سكن بغداد، وأستبعد أن يكون سمع هذا الحديث بالمدينة؛ فإنه من طبقة من تأخر سماعه من ابن أبي الزناد، ثم إنه لم يتابع عليه؛ على كثرة أصحاب ابن أبي الزناد، وسعد: ليس به بأس، حسَّن له البخاري حديثًا رواه عن ابن أبي الزناد عن موسى بن عقبة، لكنه لم ينفرد به عنه؛ بل تابعه سليمان بن داود الهاشمي، وقد كان ابن حبان سيئ الرأي في سعد، قال عنه في

الصفحة 456